إيران والسعودية تتسابقان على استغلال حقل مشترك
الصباح الجديد ـ وكالات:
يرى الأمين العام لمنظمة «أوبك» محمد باركيندو، أن سوق النفط ما تزال بعيدة عن بلوغ التوازن، برغم اتفاق منتجي النفط التاريخي على تقليص الإنتاج بهدف امتصاص التخمة في السوق العالمية، مبيناً تزايد صعوبة التكهن به بالسوق.
وقال باركيندو، إنه في حين عادت الثقة إلى سوق النفط نتيجة اتفاق خفض الإنتاج، لكنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان ينبغي تمديد الاتفاق الذي يستمر إلى نهاية تموز 2015.
وعن إمكانية تنفيذ خفض أكبر في الإنتاج عندما تجتمع منظمة «أوبك» في 25 أيار قال: «أعتقد أنه سيكون من المبكر جدا (الحديث عن ذلك) نظرا لأن السوق متغيرة جدا وتتزايد صعوبة التكهن بها».
وأكد باركيندو أن دول المنظمة تهدف إلى تعزيز الالتزام باتفاق خفض إنتاج النفط في مسعى للتخلص من تخمة في إمدادات النفط إلى الأسواق والتي أثرت سلبا على الأسعار.
وتقلص منظمة البلدان المصدرة للبترول إنتاجها بواقع 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من بداية كانون الثاني، كما وافقت روسيا وعشرة منتجون آخرون من خارج «أوبك» على خفض الإنتاج أيضا بنحو 600 ألف برميل يوميا.
وقال باركيندو إن بيانات الإنتاج لشهر كانون الثاني في أحدث تقرير شهري لـ «أوبك» تظهر التزام دول أوبك المشاركة بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها بنسبة تفوق 90%.
ويساعد اتفاق خفض الإنتاج على دعم أسعار النفط والتي تقترب الآن من 57 دولارا للبرميل مقارنة مع 30 دولارا قبل عام. لكن الارتفاع المستمر في المخزونات الاميركية والتوقعات بأن خفض إنتاج «أوبك» سينعش أنشطة الحفر لاستخراج النفط الصخري الاميركي يحد من موجة الصعود.
في الشأن ذاته، أعلن مدير مصنع المنشآت البحرية للنفط والغاز والهياكل المعدنية الصناعية الإيرانية، محمد رضا محمدي، عن إكمال إنشاء المنصة النفطية «F18» لتنصب في حقل «فروزان» المشترك مع السعودية.
وقال محمدي، في تصريح للصحافيين، الأسبوع الماضي، إن هذه المنصة النفطية تم إنجازها بكلفة بلغت 26 مليون يورو، في حين كانت الاعتمادات المخصصة لذلك تبلغ 42.8 مليون يورو.
وأوضح بأن المنصة مجهزة بألياف ضوئية، وخطوط أنابيب ممتدة في قاع البحر، ودوائر تلفزيونية مغلقة، وسيتم إنفاق بقية مبلغ الاعتمادات المخصصة، لعمليات نقل ونصب المنصة في الحقل المشترك بين إيران والسعودية.
وأشار محمدي إلى أن المنصة «F18» قادرة على استخراج النفط من 12 بئرا إلا أنه في المرحلة التمهيدية سيتم حفر 8 آبار لاستخراج 12 ألف برميل من النفط يوميا. وأضاف أنه في ضوء أجهزة السيطرة والتحكم المنصوبة في هذه المنصة فإن عمليات استخراج ونقل النفط تجري بصورة آلية ومن دون حضور كوادر بشرية.
وأضاف أن هذه المنصة، البالغ وزنها 1200 طن وارتفاعها 56 مترا، ستنصب خلال النصف الأول من العام الإيراني القادم، الذي يبدأ في 21 آذار، على بعد 50 مترا من الساحل، وكيلومترين من مجمع منصات حقل فروزان النفطي الواقع على بعد 110 كم من جزيرة خارك، في الحقل النفطي المشترك بين إيران والسعودية.
وتبلغ حصة إيران في الحقل المشترك 11%، فيما تملك السعودية 89%. وبحسب بيانات العام الماضي، فإن حجم استخراج إيران من الحقل بلغ، حتى 21 حزيران 2016، نحو 763 مليون برميل من النفط، مقابل 2.36 مليار برميل من الخام للسعودية.
وعلى صعيد متصل، أشارت دراسات أجرتها شركة «فلات قارة» النفطية إلى هجرة نفط طبيعية من الجانب السعودي إلى الجانب الإيراني للحقل وأن هذه الظاهرة ستزيد طاقة إنتاج إيران في المستقبل.
على مستوى الأسعار، انخفضت هذه أمس الجمعة بعدما زادت مخزونات الخام الاميركية للأسبوع السابع وهو ما يشير إلى أن السوق ما زالت تواجه صعوبة في تقليص تخمة المعروض رغم الجهود التي يبذلها الكثير من المنتجين لكبح الإنتاج.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الاميركية إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفعت 564 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 17 شباط لكن الزيادة جاءت دون تقديرات المحللين الذين توقعوا نموها بواقع 3.5 مليون برميل.
وجاء استمرار نمو المخزونات الاميركية في الوقت الذي خفض فيه أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون آخرون خارج المنظمة إنتاج الخام.
وقالت مصادر من أوبك نقلا عن نتائج اجتماع لجنة فنية عقد هذا الأسبوع إن مستوى الالتزام المشترك باتفاق خفض الإنتاج الذي جرى التوصل إليه أواخر العام الماضي بلغ نحو 86 بالمئة في كانون الثاني.
وتواصل الولايات المتحدة التي لا تشارك في الاتفاق زيادة إنتاجها. وقال محللون في آي.إن.جي إنهم يتوقعون استمرار نمو الإنتاج الاميركي مع بقاء الأسعار عند مستوى قوي بما يكفي للتشجيع على زيادة أنشطة الحفر.
وانخفض خام القياس العالمي مزيج برنت 48 سنتا إلى 56.10 دولار للبرميل في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط الاميركي 39 سنتا إلى 54.06 دولار للبرميل.