بغداد – أسامة نجاح:
كشفت مصادر عسكرية في قيادة عمليات الموصل يوم ، أمس الجمعة ، عن انهيار كبير في صفوف زمر داعش في الساحل الأيمن من المدينة ، وذلك بعد هرب عناصر التنظيم باتجاه نهر دجلة غرباً ، لافتة الى ان ، هذا الانهيار جاء بعد استعادة القوات العراقية على الساحل الايمن للمدينة بالكامل والذي كان يضم أكبر عدد من معامل التفخيخ والتصفيح وصنع العبوات الناسفة كما يعد منطلقاً لهجمات داعش باتجاه القوات العراقية شرق المدينة.
وأشارت المصادر ، إلى أن التنظيم لجأ مؤخراً إلى الاستعانة بمقاتلين من أهم المناطق الإستراتيجية والتي تعد عاصمة التنظيم الهرمية لما لها فضل في نشأة القادة والمسؤولين ألا وهي تلعفر والبعاج .
وقال مصدر امني في قيادة عمليات الموصل إن ” هنالك بعض الأحياء في الجانب الأيمن لمدينة الموصل شهدت إعدامات لمدنيين وعناصر من داعش تحت حجج وقائع مختلفة منها التخابر وأخرى تتعلق بالهرب من ساحة المعركة”، لافتاً إلى ان” ما يحدث هي هستيريا إعدامات تجتاح أحياء الساحل الايمن في محاولة من قبل التنظيم لإيقاف الانهيارات في صفوفه خاصة بعد فقدانه أحياء شرق الموصل بالكامل في غضون أيام قليلة لم تكن متوقعة له “.
وأضاف المصدر الذي لم يفصح عن أسمه في حديث خاص لصحيفة ‘‘الصباح الجديد‘‘ أن “ماكنة داعش الإعلامية بدأت الحديث بنحو واضح من خلال نشراتها عن الخيانة الجماعية التي حدثت في الساحل الأيسر الموصل من قبل قيادات وعناصر في التنظيم التي لم تقاتل ونكثت البيعة للبغدادي”، مبيناً أن “ذلك يعد تطورا يعكس حجم الخلافات الداخلية داخل التنظيم والتي استفحلت بسبب الانهيارات الحاصلة في صفوفه”.
من جانبه أفاد عضو الحكومة المحلية لمحافظة نينوى حسام العبار ، أن حالة من الفوضى تعم أزقة الموصل القديمة في الساحل الأيمن للمدينة بعد أنباء تفيد بمقتل “وزير حرب” تنظيم “داعش”.
وقال العبار في حديث خاص لصحيفة ‘‘الصباح الجديد‘‘ إن “حالة من الفوضى تعم أزقة الموصل القديمة في الساحل الأيمن للمدينة بعد ورود أنباء عن مقتل وزير حرب داعش في ظروف غامضة” ، مضيفاً أن “العشرات من مسلحي التنظيم انتشروا فجأة في مداخل الأزقة والبعض يطلق النار وسط ضبابية في المشهد وإرباك واضح في صفوف التنظيم الذي يسيطر بقوة على أزقة وأحياء الموصل القديمة”.
الى ذلك أكد شهود عيان من داخل الساحل الأيمن ، أن تنظيم داعش يقوم بتحضيرات عسكرية وأمنية واسعة استعداداً للمرحلة المقبلة وهي معركة الساحل الأيمن ومن هذه التجهيزات يقوم التنظيم برفع السواتر على ضفاف النهر وتجهيز مواقع القناصة ويهدم المباني التي تعوق رؤية الجانب الأيمن ليسهل عملية رصدهم .
وقال أحد الشهود العيان الذي لم يفصح عن أسمه ان” تنظيم داعش الإرهابي قام باستدعاء مجموعة من الانتحاريين التابعين لجند الخلافة من مناطق تلعفر والموالي ودفع بهم إلى أحياء الرفاعي وحاوي الكنيسة استعداداً لتلك المواجهة.
وأضاف في حديثه لصحيفة ‘‘الصباح الجديد‘‘ أن تنظيم داعش يعاني نقصاً حاداً في عدد المقاتلين والأسلحة بمواجهة قوات الجيش العراقي وخاصة المعركة المرتقبة والتي ستجري في الساحل الأيمن بعد الانتهاء من مناطق شمال الموصل .
وأوضح ان” التنظيم كان قد جهز عشرات السيارات المدنية والتي صادرها من المكاتب الخاصة لبيع السيارات وكان يسعى لتفجيرها في مواقع الساحل الأيمن ضد القوات الامنية المشتركة .
وتابع أن”خسارة التنظيم لهذه الآليات والذخيرة والأسلحة الثقيلة في الساحل الأيمن أفقدته نصف قوته العسكرية لأنه حسب مصادر لم يستطع سحبها والفرار بها بسبب قصف التحالف الدولي وطيران الجيش العراقي ، كاشفاً أن “التنظيم يتخذ من النساء والأطفال وكبار السن والرجال دروعاً بشرية له بهدف زيادة صعوبة مهمة استهدافه وتأجيلها أكثر وقت ممكن .
وكشف الخبير العسكري صفاء الأعسم في تصريح سابق له ، عن محاصرة ستة آلاف عنصر من مجاميع “داعش” الإجرامية في الساحل الايمن من مدينة الموصل.
وقال الاعسم في تصريح له تابعته صحيفة ‘‘الصباح الجديد‘‘ إن “القوات الأمنية قامت خلال اليومين الماضيين بتغيير إستراتيجيتها في تحرير مركز مدينة الموصل في المحور الأيمن للمدينة من القتال المفتوح إلى الحصار وقطع الأحياء لانعزال العناصر الإجرامية لداعش فضلا عن إفساح المجال أمام المواطنين للهروب”.
وأشار إلى أن “انطلاق تلك الإستراتيجية جاء بالتزامن مع بدء تحرير الساحل الايمن الذي يعد الأكثر كثافة من حيث السكان الموالين لعصابات داعش الإجرامية وبعدد عناصر داعش المقاتلة فضلا عن طبيعة الأبنية والأحياء الضيقة”، مشيراً إلى “محاصرة ستة آلاف داعشي في الساحل الأيمن للمدينة”.
وأكد الأعسم أن “العمليات المشتركة جهزت قوة خاصة لخوض تلك المعارك بالتزامن مع ضغط قوات الحشد الشعبي في المحور الغربي واستمرار قوات جهاز مكافحة الارهاب بتطهير الساحل الايسر من الموصل”.
وذكرت مصادر أستخبارية ، بأن مجاميع “داعش” الإجرامية أجبرت العديد من الشباب على الانضمام في صفوفها بالساحل الأيمن لمدينة الموصل.
وأوضحت المصادر ، أن عملية التطوع جاءت بسبب قلة عناصر وأعداد التنظيم الإجرامي سيما بعد محاصرة الساحل الايمن من قبل القطعات العسكرية ومن جميع النواحي .
داعش يعيش حالةً من الهيستيريا بعد محاصرته من قبل “القوّات المشتركة” في الساحل الأيمن للموصل
التعليقات مغلقة