انتقد التصريحات التي تطلق لتحرض الكرد على الابتعاد عن حلفائهم التأريخيين
السليمانية – وكالات:
عقد المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني جلسته الاعتيادية 58 في مبنى المكتب السياسي بمحافظة السليمانية، امس الاول ، لمناقشة اهم واخر التطورات على الساحة الكردستانية والعراقية والمخاطر التي تمثلها سيطرة داعش على المناطق المتاخمة لاقليم كردستان في الموصل وكركوك وصلاح الدين وديالى.
وفي مستهل الجلسة دعا سكرتير المجلس المركزي الى الوقوف دقيقة صمت حداداً على ارواح شهداء كردستان وسلط الضوء على اهم واخر التطورات السياسية في كردستان والعراق والمخاطر والتداعيات التي يمثلها سيطرة جماعة داعش الارهابية بدعم ومساندة بقايا البعث في العراق عبر مخطط اقليمي على محافظتي صلاح الدين والموصل، على اقليم كردستان ومجمل العملية السياسية والنظام الديمقراطي الجديد.
واشار في هذا السياق الى «ضرورة توحيد البيت الكردي وبناء تصورات وستراتيجيات مشتركة للتصدي للتحديات الراهنة ومواجهة الاحداث المستقبلية»، مبينا ان «الاوضاع الراهنة وعدم اتفاق اغلب الكتل الفائزة في الانتخابات على رؤية مشتركة لتشكيل الحكومة الجديدة يفتح الباب امام التكهنات ويضع البلاد امام مخاطر جمة»، داعيا «التحالف الوطني الى الاسراع في تسمية مرشحه لرئاسة الوزراء والذي من شأنه ان يسرع من عملية الاتفاق على تسمية الرئاسات الثلاث»، مشيرا الى «وجود ضغوطات داخلية وخارجية على الكتل السياسية للاسراع في تشكيل حكومة شراكة حقيقة في العراق».
وفي سياق متصل اشار عادل مراد الى «خطورة التهاون مع داعش ومخططاتها التخريبية الاجرامية في العراق»، معلنا ان «الكرد ومناطقهم سيكونون وجهة داعش المقبلة التي تضع الكرد في خانة الد اعدائها وهم يتحينون الفرص لمهاجة الكرد عبر كركوك التي اعتبرها جبهة التصدي الاساسية للارهاب وداعميه»، داعيا الى «دعم ومساندة قوات البيشمركة ومدها بالاجهزة والمعدات والاسلحة لممارسة مهامها الوطنية»، مؤكدا ضرورة ان «يكون لمحافظ كركوك الدكتور نجم الدين كريم الذي يمثل ارادة المواطنين في تلك المحافظة من مختلف المكونات الكلمة الفصل في التعاطي مع التطورات الامنية والسياسية».
وانتقد «التصريحات التي تطلق من هنا وهناك لتحرض الكرد على الابتعاد عن حلفائهم التأريخيين الذين تشاركوا على مدار عقود في مقارعة الدكتاتورية في العراق»، مؤكدا ان «تلك التصريحات تتجه بالكرد نحو مستقبل مجهول ولنا في التاريح امثلة كثيرة ومختلفة مع دول الجوار التي حنثت بوعودها تجاه الكرد».
وحول التطورات السياسية في الاقليم انتقد عادل مراد تفرد الحزب الديمقراطي الكردستاني بتشكيل الادارات المحلية في محافظتي دهوك واربيل، مؤكدا ان التهميش والاقصاء الذي يمارسه هذا الحزب لبقية الاحزاب الفائزة في الانتخابات لايخدم القضية الكردية، وان الاتحاد الوطني الكردستاني لا يقبل التهميش كما لايقبل لنفسه ان يهمش الاخرين، وان العمل المشترك والتفاهم عامل اساسي في الحفاظ على وحدة البيت الكردي.
ورحب مراد بمشاركة ممثلي الاتحاد الوطني الكردستاني في جلسة مجلس النواب على الرغم من عدم تفاؤله بان تخرج بنتائج ايجابية، معربا عن امله في ان تتمكن الكتل من التوافق على تسمية الرئاسات الثلاث في اقرب فرصة ممكنة وفقا برامج وطنية بعيدا عن الاملاءات الخارجية. مشيدا بالزيارة التي قام بها وفد عن التيار الصدري الى محافظة السليمانية مؤخرا ولقائه بقيادة الاتحاد الوطني الكردستاني والنتائج الايجابية التي نتجت عنها في توضيع وتبادل الرؤى والافكار حول مستقبل البلاد والحلول الكفيلة بالخروج من الازمة الراهنة.
عقب بذلك قدم عضوا المجلس المركزي كل من رئيس وكالة الحماية والمعلومات في إقليم كردستان لاهور شيخ جنكي ورئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة كركوك احمد العسكري شرحا مقتضبا عن اهم واخر التطورات الامنية في كركوك ومناطق التماس مع تنظيم داعش الارهابي والمخاطر التي يمثلها تواجد عناصر هذا التنظيم على تخوم اقليم كردستان، مؤكدين ضرورة توحيد قوات البيشمركة ومدها بالاجهزة والمعدات اللازمة كي تتمكن من اداء مهامها في التصدي لتلك المخاطر وفقا لبرامج وخطط مدروسة.
كما وصوت اعضاء المجلس المركزي في جانب اخر من الجلسة على تسمية مقرر جديد للمجلس بعد استقالة مقرره السابق الذي فاز بعضوية مجلس النواب العراقي، وفي عملية ديمقراطية حاز لطيف نيرويي بالاغلبية المطلقة على ثقة اعضاء المجلس المركزي كمقرر لمجلس بعد ان كان المرشح الوحيد لهذا المنصب.