وداد إبراهيم
يعد التعاون والمشاركة في شؤون المنزل، من المصروف والتسوق إلى المطبخ وإعداد مائدة الإفطار، جزءًا من الألفة الأسرية، خصوصًا في شهر رمضان المبارك. فالمشاركة تعني الكثير، وتعزز روح التعاون والمحبة في البيت.
ورغم أن الأم أو الزوجة تتحمل المسؤولية الأكبر في إعداد وجبة الإفطار، إلا أن هناك من يساعدها، إذ إنها ليست بيدين فقط، ولا تمتلك قوى خارقة. فمائدة الإفطار، التي يجب أن تتضمن كل ما يسد جوع الصائم ويروي عطشه، قد تكون موجهة لخمسة أشخاص أو أكثر، وفي بعض البيوت تصل إلى عشرة أشخاص، ناهيك عن الضيوف.
وفي الآونة الأخيرة، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع تسخر من دور الرجل في رمضان، حيث يُظهر بعض المحتوى أن دوره يقتصر على النوم، ثم التنمر على المائدة وانتقاد الطعام. غير أن هناك نماذج مغايرة تعكس صورة مختلفة عن دور الرجل في شهر الصيام
يقول السيد أبو محمد: “بصراحة، كان والدي يساعد والدتي كثيرًا في إعداد وجبة الإفطار. كان يشاركها في تحضير العصائر مثل النومي بصرة والطرشانة، ويعد الحلويات كحلاوة الجزر والتمن. كما كان يتولى التسوق وجلب الخبز الحار، بالإضافة إلى إشعال الفحم وإتمام عملية الشواء إذا كان الفطور يتضمن المشويات، فيما كانت والدتي تحضر الشوربة”.
وأضاف: “لم يكن والدي يسمح لوالدتي بإعداد بعض الأطعمة للسحور، بل كان يكتفي بما يتبقى من مائدة الإفطار ويتولى تجهيز مائدة السحور بنفسه. هذه الصورة بقيت راسخة في ذاكرتي، وأدركت أن مساعدة الزوج في إعداد الإفطار لا تنتقص من مكانته، بل تزيد المحبة والتعاون، كما تجعله يدرك حجم الجهد الذي تبذله المرأة في المطبخ، سواء في تحضير الإفطار أو السحور.
يتابع أبو محمد: “أنا شخصيًا أساعد زوجتي في إعداد بعض الأطعمة، مثل تحضير الهمبرغر وشوي اللحوم، كما أنني كثيرًا ما أعد الشاي بعد الإفطار. وأجد أن المشاركة في تجهيز المائدة تعزز المحبة، وتساعد الرجل في تقدير الجهد الذي تبذله المرأة. كما أذكر أنني كنت أساعد والدتي في تجهيز المائدة، وحمل الصحون إلى المطبخ بعد الانتهاء من الطعام، وتنظيف الطاولة، وإعداد الشاي”.
وأشار إلى أن هناك حملة من التنمر على الرجال في رمضان، حيث يُتهمون بعدم القيام بأي دور سوى النوم وانتقاد الطعام، لكنه يؤكد: “لا أحد يضاهي المرأة في فن الطبخ، ولكن هذا لا يعني أن الرجل لا يستطيع المساعدة. المهم أن تكون المساعدة في الجوانب التي لا تتعارض مع مهارة المرأة في الطهي، مثل ترتيب المائدة، تنظيف الطاولة، وتحضير العصائر.
بعيدًا عن الصور النمطية، يبقى التعاون في المنزل مسؤولية مشتركة، وهو يعكس روح الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة. ومع تصاعد الجدل حول دور الرجل في رمضان، تبقى الحقيقة أن هناك رجالًا يساهمون بجدية في تخفيف الأعباء عن المرأة، في مشهد يجسد القيم الحقيقية للشهر الفضيل.
إضافة لواجباتهم خارج البيت.. رجال يساعدون زوجاتهم في إعداد وجبة الفطور في رمضان
التعليقات مغلقة