بغداد – سمير خليل:
في كل بقاع الارض وعلى طول البلدان وعرضها، تتعدد وتتنوع وسائط النقل وحسب حاجة السكان في كل بلد، وعادة ما تكون البلدان النامية او بلدان العالم الثالث مكتظة بالسكان وخاصة في دول قارة آسيا.
في القارة الصفراء هناك دول مزدحمة بالسكان مثل الهند والصين والباكستان وفيتنام مما يؤثر على حركة السير والتنقل في الشوارع التي تزدحم أيضا بوسائط النقل التي تتوزع بين السيارة والترام وحافلات نقل الركاب والتكتك والدراجات الهوائية والبخارية، لذا، فهذه المدن وشوارعها بحاجة لوسائط نقل خفيفة تستطيع أن تمر من الشوارع المزدحمة بيسر وسهولة أكثر من السيارات وحتى الصغيرة منها.
هنا في بلدنا العراق وفي العاصمة بغداد مثلا، كثرت وتنوعت وسائط النقل الصغيرة بصورة كبيرة وأصبح منظرها مألوفا في شوارعنا الرئيسة وحتى الفرعية والصغيرة والأزقة والمحلات الشعبية.
ونأتي الى ثيمة موضوعنا اليوم وهي الدراجة البخارية، هذه الآلة تعد الأسرع بين هذه الوسائط الصغيرة، بالإضافة الى أنها تمنح راكبها متعة وزهوا وهو يتباهى بها في الشوارع والأزقة، ولكن هذه الآلة تصبح أحيانا نعشا لراكبها عندما تتسبب بحادث مروي له أثناء قيادتها.
مع الأسف، أصبحت الدراجة البخارية تقاد من قبل صبيان وشباب صغار من الذين لا يعرف الكثير منهم مخاطر السرعة، وما يمكن أن تتسبب به من كوارث، لذلك لا يمر يوم أو أسبوع دون حوادث بالدراجات البخارية.
ما يشجع هؤلاء الفتية على استخدام الدراجة البخارية هو غياب الرقابة المرورية وتشجيع بعض العوائل وتسهيل امتلاك أولادها لها، بالنسبة للسبب الأول، فإن شرطة المرور دائما ما تقوم بحملات لمنع هذه الدراجات غير المجازة ومصادرتها، لكن هذا ليس كافيا لتنظيم حركتها. وبالتأكيد، فإن شرطة المرور قد وضعت ضوابط لتحديد أعمار من يركب الدراجة البخارية مع ضوابط استحصال إجازة سوق للدراجة البخارية حالها إجازة قيادة المركبات، بالإضافة لتخفيضها رسوم استحصال الاجازة، بالإضافة لحملات التوعية المختلفة التي تحث العوائل وأولياء الأمور بعدم السماح لأولادهم الذين هم بأعمار صغيرة من قيادة هذه الدراجات خوفا على حيالتهم.
وزارة الداخلية متمثلة بشرطة المرور تحاول جاهدة تنظيم حيازة وقيادة هذه الوسائط وتؤكد على استحصال الاجازة لقيادتها بشكل حر، وتؤكد ان هذه المسألة تندرج ضمن النواحي الامنية والتنظيمية والادارية.
المرور تؤكد أن العدد الرسمي المسجل للدراجات البخارية يقارب 350 ألف دراجة، وهناك أعداد أخرى غير مسجلة وهي قيد متابعة شرطة المرور.
عندما تسأل أحد الشباب عن ولعه بالدراجة البخارية يقول: أعرف أنها خطرة إذا قدتها بصورة سريعة، لكنها تمنحني فيضا من النشوة، بحيث أقودها بسرعة رغما عن رغبتي، وأجد نفسي أسابق الهواء وأحاول التغلب عليه، أحب دراجتي البخارية واعتبرها جزء مهم من حياتي”.