على قاعة نخيل عراقي..
سمير خليل:
على قاعة نخيل عراقي للفنون التشكيلية نظمت مؤسسة هواجس للثقافة والفنون معرض “هواجس تشكيلية بالأبيض والاسود” بمشاركة (90) فنانة وفنانا قدموا اعمالا تشكيلية بالرسم والنحت والخزف والخط العربي والزخرفة.
تنوعت مضامين واشكال المعروضات، لكنها اشرت انتعاش وتنامي التشكيل العراقي الذي صار يشكل ركنا اساسيا في المشهد الابداعي العراقي.
الفنان رحيم السيد حمود رئيس مؤسسة هواجس للثقافة والفنون قال عن مؤسسته: اهم اهداف مؤسستنا التي ابصرت النور عام 2012، احتضان المواهب الشابة والطاقات الطلابية في بداية انطلاقها من المعاهد والكليات الفنية، ومنذ تأسيسها لغاية اليوم أقمنا أكثر من (150) معرضا فنيا في جميع المحافظات العراقية، بدأنا من بغداد، في الجامعات والوزارات حتى وضعنا قدمنا في المشهد الثقافي العراقي”.
واضاف: لا يتوقف نشاطنا على التشكيل فقط، بل يتضمن الموسيقى والشعر، نظمنا مهرجانا للثقافة والفنون في سومر، ثلاث سنوات ننظم هذا المهرجان في الناصرية، في البصرة ايضا اقمنا مهرجان الفيحاء لثلاث سنوات، في زاخو اربع معارض ومثلها في السليمانية، في الاعظمية قرب جامع ابو حنيفة اقمنا معرضا، مع الصابئة المندائيين اقمنا معرضا، بالتعاون مع الايزيديين اقمنا معرضا، وكما ذكرت نشاطنا لا يقتصر على الفنون التشكيلية فقط هناك ايضا الموسيقى والشعر، شاركنا بمعرض في تركيا، ولدينا خطة لإقامة معرض في سوريا بعد عيد الاضحى”.
من المشاركين في المعرض الفنانة شهلاء محمد الشبيبي التي تحمل شهادة الماجستير في الفنون رسمت لوحة اسمتها (يوم الاربعاء)، تقول عن مضمون اللوحة: هي قراءة شخصية عن الموروث البغدادي، مكتسب اجتماعي في البيئة العراقية، وهو ان الذي يأكل السمك يوم الاربعاء سيتضاعف رزقه، في اعمالي اتناول التراث ولكن احب ان اصيغه بصيغة خاصة، معاصرة وحديثة لا تنسخ الواقع ولكن اقدمه برؤيتي الخاصة، اما رؤية الاخرين فأخصص لها ربع مضمون اللوحة، انا اقدم لوحة مبسطة لذهن القارئ او المشاهد ولكنها محملة بمخزون فكري من عندي، يعني البساطة في الايصال”.
الفنان الشاب تاج الدين الملي وهو من الموصل قدم لوحة مرسومة بالكلبسات المعدنية وعنها قال: قضيت في انجاز هذه اللوحة عشرين يوما، العمل صعب ودقيق جدا، ممكن لاي خطأ ان ينهي اللوحة برمتها، برأيي ان الفنان الحقيقي يجب ان يتفرد عن الآخرين، مجتمعنا مليء بالفنانين، كيف تنحو منحى يختلف عنهم؟، قفزة فنية مختلفة عنهم؟، حاولت في تجارب عدة لكنني وجدتها مكررة، ولقد واتتني الفكرة عندما كنت اكبس بعض الاوراق بهذه الكلبسات، فقررت انجاز لوحة كبيرة والحمد لله وفقت في ذلك رغم انها محاولتي الاولى”.
الخزافة رجاء بهاء الدين قدمت عملا هو ابريق شاي على شكل ديك، ذكرت ان اعمالها دائما تدور بين الحداثة والآثار والاعمال التراثية حتى ان معرضها الشخصي الذي اقامته في وزارة الثقافة عام 2018 كان ضمن هذا التوجه حيث دمجت بين الحداثة والآثار، واضافت: عمل الخزاف اليوم صعب جدا بسبب مراحل العمل بين الافران والفخر والتزجيج، وللمعاناة والصعوبة البالغة في عمل الخزف ترك أكثر الخزافين والخزافات العمل واتجهوا الى الرسم”.
الفنان الرائد التشكيلي القادم من بلد حسين البلداوي قال عن عمله: عملي تجريدي ما بعد الحداثة بمواد مختلفة (ماكس ميديا) جسدت بها التجليات التي تدور بخاطري، هي بوح على رمال، تترك اثرا ولكن لا تحدث صوتا، وقريبا ساقيم معرضا خاصا في نفس هذه القاعة، معرض شخصي بحدود ثلاثين عمل باحجام كبيرة”.
الفنان البلداوي لديه تجربة فنية متفردة في مدينته بلد قال عنها: تجربة اعتبرها جرأة كبيرة، اقمت معرضا تشكيليا في سوق شعبي، للناس، وبدون قاعة، خان قديم تحول الى سوق، ورغم ان التجربة لم تأخذ حقها اعلاميا لكن المعرض نجح والحمد لله، رغم خوفي على اللوحات لكنها كانت متعة كبيرة وانا ارى الناس المارين في السوق يتوقفون عند اللوحات، يتأملونها بإمعان، الاعمال كانت تجريدية ايضا وما بعد الحداثة لكنها اثارت اعجاب الناس”.
من المشاركات في المعرض باقة من طالبات التشكيل في معهد الفنون الجميلة للبنات بأشراف مدرستهن الفنانة التشكيلية شمس الشمري المشاركة في المعرض ايضا، هيفاء عباس وزهراء محمود وجنة قصي ورانية عماد ورحمة احمد كن سعيدات بالمشاركة وقدمن لوحات تنبئ بمستقبل واعد في الفن التشكيلي.