صدر حديثًا عن دار الحوار للطباعة والنشر والتوزيع، ضمن سلسلة “دراسات”، كتاب “فصول من الأدب الياباني الحديث”، من تأليف كواباتا وتانيزاكي وآخرين، بترجمة وإعداد محمود يعقوب، في 224 صفحة.
وجاء في تقديم مُعد الكتاب: عقب حالات الوهن والتواني، التي لحقت بها، عادت الحركة الأدبية في اليابان إلى التعافي ثانية، بعد الحرب العالمية الثانية المدمّرة. وشهدت البلاد انتعاشًا حثيثًا في حركة التأليف والنشر، وسطعت أسماء جديدة في آفاق الأدب. وقد حفّز هذا النشاط الإبداعي المتعاظم على ترجمته إلى اللغتين الإنكليزية والفرنسية، ليقابل باستحسان وإعجاب القارئ الغربي. ولم يلبث هذا الأدب طويلًا حتى انفتحت لغات العالم الأخرى لاستقباله بحفاوة وترحاب. وبات محبّو الأدب وعشّاقه يقبلون عليه بشغف. اليوم، يحظى النثر الياباني باحترام متميز في العالم، وتمثّله أصوات بديعة، لها جمهور عريض من القرّاء والمتتبعين في كل مكان. وفي بلادنا العربية، انفرجت، منذ عهد ليس بعيد نوافذ ضيّقة، اختلس عبرها المثقّف العربي النظر إلى فضاء الأدب الياباني، الذي ظلّ منظره أشبه بالغائم، والمجهول. وفي السنوات الأخيرة، كان لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، إضافة إلى جهود بعض المترجمين الأفاضل، دور في ترجمة أعمال أدبية ممتازة، تركّزت، في الدرجة الأولى، على كتابات: ياسوناري كواباتا؛ يوكيو ميشيما؛ ناتسومي سوسيكي؛ جونشيرو تانيزاكي. ولكن هذه الترجمات تبقى قليلة، مقارنة بفيض الأدب الياباني الثر. أضف إلى ذلك قلّة الدراسات التعريفية بشخوص الأدب أنفسهم، واتجاهاتهم، ومدارسهم، ومنجزهم الإبداعي. في هذا الكتاب، محاولة متواضعة جدًّا، أضعها بين يدي القارئ العربي، لتعريفه ببعض رموز الأدب الياباني الشاخصة، آمل أن تصيب عنده بعض الرضى.
*عن ضفة ثالثة