- 1 –
جاء في الحديث الشريف المروي عن سيد الانبياء والمرسلين محمد
(ص) قوله :
” الكلمة الطيّبة صدقة ، وإنّ من المعروف أَنْ تَلقَى أخاك بِوَجْهٍ طليق “ - 2 –
اذا كان المال محجوباً عنك فانّ دماثة الأخلاق هي رأس مالك ، وبمقدورك ان تملك القلوب بما تُبديه لِمَنْ حَوْلَكَ مِنْ طلاقةِ الوَجْهِ واللسان، وبهذا تتفوق على كل الشرائح الجامدة والمتكلسة من ذوي المال والجاه والسلطة والاعتبار ..!!
ـ 3 ـ
ومما كتبناه لصديق لنا نداعبه ونمازحه :
إنْ كنتَ هَشّاً – يا عزيزي بَشّا
فقد رَشَشْناكَ بِحُبٍّ رَشّا
ونحنُ نهواكَ ظريفاً لامِعَاً
حاشاه أنْ يطعنَ أو يغشا
وليس يُغرى أَبَداً وَحَسْبُهُ
النقاءُ والطاهرُ ليس يُرشى
انْ فرشوا البساط حُبّاً للأُلى
فأنّني أَفْرُشُ قلبي فَرْشا
- 4 –
وامتدح أحد الشعراء رجلاً من ذوي المروءة العالية والطلاقة في الوجه فقال :
مَنْ قاس جدواكَ يوماً
بالسُحْبِ أخطأَ مَدْحُكْ
فالسُحِبْ تُعطي وتبكي
وأنتَ تُعطي وتَضْحكْ - 5 –
وحين تتلقى اخوانك بالبِشْر والترحيب والطلاقة، وتعجزُ عَنْ تلبية طلباتهم فانهم يقبلون اعتذارك .
ولكنك لا تسلمُ مِنَ نقدهم اللاذع ، وذمّهم ، متى ما قابلتَهُم بوجهٍ عَبُوس ، ولاحت على قسمات وجهك ملامِحُ الانزعاج والانقباض ، وهذه هي الخسارة الحقيقية، حيث لم توفق لاصطناع المعروف مِنْ جانب، كما أنّك خسرتَ ما كان لك من رصيد في قلوب بعض اصدقائك ومحبيك من الجانب الآخر …
جاء في التاريخ :
انّ ابن دُريد قصد بعض الوزراء في حاجة لم يَقْضِها وظهر منه ضَجَرٌ فقال :
لا تُدِخَلَنَّك ضجرةٌ مِنْ سائِلٍ
فلخيرُ دهرك أنْ تُرى مَسْؤولا
لا تجبهْن بالردّ وَجْهَ مُؤمِلٍ
فبقاءُ عِزّكَ أنْ تُرى مأمولا
تَلْقَى الكريمَ فتستدل بِبْشرِهِ
وترى العبُوس على اللئيم دليلا
وأعلمْ بأنّكَ عَنْ قليلٍ صائِرٌ
خَبَرَاً فكنْ خَبَراً يروقُ جَمِيلا
انّ شَوْطَ العُمر قصير … ،
والمناصبُ لا تدومُ لأهلها ،
وصَدَقَ مَنْ قال :
وأعزُّ ما يبقى ودادٌ دائِمٌ
إنَّ المناصبَ لا تدومُ طويلا
وأصحابُ الخُلْق الرفيع يكتبون في صفحات القلوب قَبْلَ صفحاتِ التاريخ ذكرهم الجميل، ولا يعدمون الشكر الجزيل، والثناء الاصيل .حسين الصدر