من اعمال الفنانة زينا سلمان مهدي
حجاج سلامة
كان هذا هو العنوان الذي حملته دراسة فنية وأكاديمية نالت بها الباحثة والفنانة التشكيلية العراقية، زينا سلمان مهدي، درجة الماجستير من قسم الفنون التشكيلية، بكلية الفنون الجميلة، بجامعة بابل.
وموضوع الرسالة جاء ليعالج ظاهرة لافتة للنظر، ولتغطي جانبا مهما في الدراسات الخاصة بالخزف العراقي، وهو الفن الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، حيث توضح المفهوم الفني لذلك التعدد في كثير من التكوينات الخزفية التي جسد فيها الخزاف معطيات خبرته الفنية.
وفي الدراسة التي أشرفت عليها الدكتورة شيماء حمزة رديف، وشارك في مناقشتها الدكاترة : زينب كاظم البياتي، وإيناس مالك البشارة، وحسام صباح، تم دراسة فاعليَّة تعدد القطع في الخزف العراقي المعاصر، وما تنطوي عليه الأعمال الفنية من دلالات فكرية، وشكلية، ولونية، في فن الخزف العراقي.
وجاءت تلك الدراسة الفنية والأكايمية، لتجيب عن اسئلة قد تطرأ علي الذهن، مثل ما المنظومة المعرفية التي تحرك فن الخزف عامة ؟، وما جماليات فاعليَّة تعدد القطع في الخزف العراقي المعاصرة ؟.
وتناولت بالدراسة الاعمال الخزفية العراقية المعاصرة والمنفذة بتقنيات واساليب متعددة، والتي امتازت بتعدد القطع ، لفنانين عراقيين داخل العراق وخارجه ضمن المدة الزمنية (2004- 2019) .
وتضمنت الدراسة فصولاٍ حول ( بنائية التكوين الفني )، و (تعدد القطع في الخزف العالمي)، و (أساليب تعدد القطع في الخزف العراقي المعاصر).
وبحسب دراسة الباحثة والفنانة التشكيلية العراقية زينا سلمان مهدي، فقد أدي تعدد القطع الخزفية الى ضرب مفهوم وحدة العمل، مما أدى الى تشظيه لصالح مراكز متعددة أسهمت في بلورة منطلقاته الفكرية ،عبر دعوة المتلقي ومشاركته في عملية انتاج المعنى .
وأن العمل الخزفي العراقي متعدد القطع ، قد شتكلت له هوية جديدة اعتمدت على آليات بنائية وفكرية جديدة، متمثلة في حجم وشكل وملمس ولون لتلك القطع، بالإضافة للدور الفعال المؤثر للتراكب والتجاور والتداخل والتماس في بنى العناصر التنظيمية للمنجز الخزفي.
وقد اشارت الدراسة إلي أن الأعمال الخزفية العراقية المعاصرة اتسمت بسمة التفرد في أسلوب عمل الخزافين المعاصرين، مما جعل هذه الأعمال تنجذب نحو دائرة الحداثة التي اتخذت بمساراتها التجريب والتجديد ، وصولاً بها نحو الإبداع عبر : (التكرار ، والحركة ، والتوازن ، والاختلاف ، والوحدة، والتنوع ، والتضاد ، والتتابع) .
وقد أكدت نتائج الدراسة على أنه لا يوجد قانون ثابت ومستقر يحدد ثبات تشكيل الأعمال الخزفية العراقية المعاصرة ، بل أنها تتنوع بتنوع الظروف ، والأحداث التي تولدها وهي متغيرة باستمرار .
وأن تفكيك الكل الى أجزاء واعادة تركيبها بأسلوب مغاير ، وغير تقليدي منح المنجز الخزفي العراقي المعاصر الكثير من المتعة والابداع .
وأن الشكل الفني للقطع الخزفية العراقية المعاصرة ، اسهم في توليف حوارية بين المتلقي وأسلوب عرض الفنان من خلال : ( الموضوع ، والفكرة المطروحة) .
وقد اوصت الدراسة بتوثيق الأعمال الفنية للفنانين الخزفيين بشكل صحيح، ومن جيع الجهات، وذلك ليتسنى للباحثين في مجال الفنون البصرية، قراءة النص الفني بشكل عملي وبدقة أكثر.
وإصدار مجلات وصحف فصلية وشهرية متخصصة في دراسة فن الخزف عراقيا وعربيا وعالميا.
وأمداد المكتبات في كليات ومعاهد الفنون الجميلة بالمجلات والمراجع العربية والأجنبية ذات العلاقة بفن الخزف وأحدث تقنياته.
والخزف كما يعرفه اللغويون، هو كل ما جري تشكيله من الطين، ووضع في النار حتي صار فخارا، كما عرفوا بائعه وصانعه بـ « خزاف «.
وأطلق اللغويون كلمة خزف علي الإنتاج الفني مسامي الجسم، والذي يُكسي بطبقة زجاجية تسمي في درجة حرارة عالية داخل الأفران.
وتاريخيا، فقد حظي الخزف وبخاصة الخزف الإسلامي، باهتمام العلماء والباحثين الذين تناولوه بالبحث والدراسة، ورصدوا تطوره السريع عبر العصور، كونه أحد أكثر الفنون تطورا علي مر التاريخ، وهو التطور الذي اثبتته الاكتشافات الأثرية في الكثير من مناطق العالم.