احلام يوسف – متابعة:
مع التطور التكنلوجي الذي اجتاح العالم والانفتاح الذي حوله الى قرية صغيرة تفاصيلها معلنة من اكبرها الى اصغرها، صار الاهتمام بالجمال يتخذ مناح جديدة ابتداء من عمليات التجميل التي تحولت الى شبه موضة والتي يجريها النساء والرجال على حد سواء، الى البحث عن طرق للحصول على جسم رشيق متناسق بأي وسيلة سواء بعمليات نحت الجسم او ازالة «الكرش» او البحث عن ادوية تنحيف.
هناك العديد من الشركات انتجت موادا تتعلق بموضوع الحمية والكثير منها وهْم يبيعونه على من وصل به الحال حد الاحباط والبحث عن أي قشة يتعلق بها على امل ايجاد الحل. اضافة الى الادوية فهناك انظمة حمية عديدة انتشرت عبر السوشيال ميديا تؤدي الى نتائج سلبية تخص الصحة البدنية، تحدثت عنها اختصاصيّة التغذية منال سعادة، وقامت مع مجموعة من الاشخاص في عالم الرياضة والتغذية بحملة على مواقع التواصل اطلقوا عليها هاشتاك «#خرافات-لازم-تموت».
منال سعادة طلبت الابتعاد عن المعلومات مجهولة المصدر، والبحث عن استشاريين في عالم التغذية خاصة وان التغذية الصحيحة صارت هاجسا للكل، وايضا مع وجود عدد من الاطباء المختصين بعالم التغذية والتغذية العلاجية بنحو عام.
تقول سعادة: «تقضي صحّة الجسم السليمة بتأمين احتياجاته من العناصر الغذائيّة والسعرات الحراريّة، سواء في الليل أو النهار، علمًا بأن نصيحة اختصاصيي التغذية الرامية بضرورة التوقف عن الأكل قبل ثلاث ساعات من موعد النوم ترتبط بتجنّب مشكلات سوء الهضم، ولا علاقة لها بزيادة الوزن. أي ان التحذير ليس له علاقة بالتخوف من الوزن الزائد كما هو مشاع، من جهة ثانية، يقود السهر لساعة متأخّرة من الليل إلى الدفع إلى الإحساس بـ»الجوع العاطفي»، وطلب السكريات والموالح».
اما علاء كامل خبير التغذية فيقول: «العديد من الناس عند بحثهم عن وسائل لتخفيف الوزن لا يلجأون الى مصادر علمية موثوق بها، بل يبحثون عن المعلومات على الغوغل وتحدثنا لاكثر من مرة عن ان الغوغل مجرد موقع بحث يمكن لاي احد تدوين أي معلومة عليه، هناك عدد من المواقع اجد بها معلومات مغلوطة 100% ويمكن ان تصيب الاخرين بأمراض عدة، مثلا هناك مواقع تتحدث عن علاج السرطان وتبدأها بفاكهة القشطة! مع ان مريض السرطان عليه الابتعاد عن أي سكريات مصنعة او طبيعية».
وتابع: «بالنسبة لموضوع الحمية ايضا هناك مواقع تنشر انظمة غذائية يمكن ان تتسبب بكارثة صحية لمن يتبعها. اتمنى من أي شخص يبحث عن وسيلة لخسارة الوزن اللجوء الى طبيب مختص ويوجد العديد من الاطباء اليوم يمكن الاستعانة بهم لترتيب جدول غذائي يومي يمكن ان يساعد في التخلص من الوزن مع الحفاظ على نظارة الوجه والصحة العامة».
يقول كامل انه لا يوجد مشروبات يمكن ان تحرق الدهون: هناك العديد من الاشخاص يقرأون معلومات مغلوطة مثلا الماء مع الليمون يمكن ان يخلصهم من الكرش او ان الشاي الاخضر يساعدهم ليس فقط على انقاص وزنهم بل بتجنب بعض الامراض، لو كان الأمر بهذه السهولة لكنا اليوم جميعا نمتلك اجساما مثالية».
واكدت سعادة انه لا يوجد نظام حمية يستهدف الدهون بمنطقة معينة، خاصة وان الكثير من الاشخاص يشكون من الشحوم والدهون المتراكمة على البطن، وقالت: «هناك حمية تحرق الدهون من جميع اجزاء الجسم وليس بمنطقة معينة، لكن على من يتبعها ان يتحلى بالصبر فليس هناك نظام غذائي يمكن ان نحصل على نتائجه خلال اسبوع او ايام تحديدا من يعانون السمنة بصورة كبيرة».
وهنا لابد من الاشارة الى ان العديد من الشركات المنتجة للأدوية والمواد تعلن عن منتجاتها بانها تستهدف مناطق معينة من الجسم لا بل ان العديد منها يكتب في الاعلان انها تستهدف المناطق التي يكثر فيها الدهون حسب رغبة الشخص!
وتضيف: «لا يحتاج الجسم إلى الـ»ديتوكس»، الذي يوصف بأنّه «فعّال في التخلّص من السموم» بصورة مغلوطة، فالكبد والكليتان يقومان بعمليّة التخلص من السموم بصورة طبيعيّة. فلا داعي لصرف أموال طائلة على منتجات وخلطات تحمل اسم «ديتوكس» على عبواتها، أو إرهاق الذات باتباع «رجيم السوائل» لأيّام لخسارة الوزن. ماء الـ»ديتوكس» الذي يكثر الحديث عنه، ليس إلّا ماءً منكّهًا بالفواكه أو الخضروات أو القرفة، لتعديل طعمه، وتشجيع الناس على شرب كميات أكبر من السوائل، الأمر الذي سيؤثر إيجابًا في أعضاء الجسم، ويساعد في خسارة الوزن.
كما اكد علاء كامل على ان الاشخاص الضعيفين امام الاكل يمكن اتباعهم حميات متعددة اذ قال: هناك اشخاص لا يستطيعون اتباع حمية لمدة طويلة، يمكن لهؤلاء ان يستمروا بأكل ما يريدونه لكن مع تقليل الكميات، مثلا ان كان يأكل رغيف كامل او رغيفين يقلله الى النصف وهكذا.
ويختم: «خسارة الوزن عملية بسيطة فاتباع نظام غذائي صحي ليس بطر وليس حصرا على المترفين، الموضوع ببساطة يتعلق ليس بما تأكله حسب بل بكمية ما تتناوله في كل وجبة، فمثلا اللحم الابيض كالدجاج والسمك افضل من اللحم الاحمر للأغنام والابقار، لكن هل هذا يعني اننا يمكن ان تناول في وجبة واحدة دجاجة كاملة؟ بالتأكيد لا، اذن كمية الأكل ونوعيته ما يساعدنا على خسارة الوزن والمحافظة على صحتنا وشكلنا. وهنا لا بد لي من الاشارة الى ان خسارة الوزن بسرعة يمكن ان تكون نتائجها سلبية».