الصباح الجديد – متابعة:
كلنا نعرف ان طبيعة الجو تؤثر بنحو ما على مزاج الانسان، وتتسبب بحالة تدعى الاضطراب العاطفي الموسمي.
هناك من يصيبهم الاضطراب خلال فصل الشتاء بسبب الاجواء التي تكون غالبا ملبدة بالغيوم والسماء رمادية اللون، في حين ان بعض الاشخاص يصابون به خلال فصلي الصيف والربيع، وعادة يكون الاطفال والمراهقين عرضة لهذا الاضطراب بسبب انهم غير ناضجين بصورة كافية لاستيعاب المتغيرات التي تتعلق بالجو، والاضطرابات النفسية التي يعانون منها خاصة المراهقين في محاولة اثبات ذواتهم.
والاضطرابات العاطفية الفصلية أو الموسمية (SAD) نوع من الكآبة الذي يلي تتابع الفصول الأربعة. ومن أكثر أنواعه شيوعاً كآبة الشتاء. وتبدأ عادة في أواخر الخريف وأوائل الشتاء، بينما تختفي بحلول الصيف.
أما النوع الأقل شيوعاً فيعرف بالكآبة الصيفية، ويبدأ عادة في أواخر الربيع أو أوائل الصيف، ويختفي بحلول الشتاء.
وهناك رأي بأن تغيرات المزاج الفصلية متعلقة بالضوء، وأحد الدلائل على ذلك فعالية العلاج بالضوء الساطع.
تكثر حالات الاصابة باضطراب العاطفة الفصلي في خطوط العرض بمستوى المنطقة القطبية الشمالية مثل فنلندا الشمالية حيث تكون نسبة انتشاره 9.5%. وتكون ساعات النهار خلال الشتاء أقصر، وقد يسهم الغطاء الذي تشكله الغيوم في حدوث التأثيرات السلبية لاضطراب العاطفة الفصلي. هناك أدلة على أن الكثير من المصابين باضطراب العاطفة الفصلي لديهم تأخير في إيقاعهم البيولوجي، وقد يساعد تصحيح هذا التأخير بتعريضهم للضوء الساطع في تحسّن حالة هؤلاء المرضى.
تعاني النساء أكثر من الرجال من الاضطرابات العاطفية الفصلية. مع نسبة ضئيلة من الأطفال والمراهقين، أما بالنسبة للبالغين، فيتناقص احتمال الإصابة بالاضطرابات العاطفية الفصلية كلما تقدموا في السن.
في اثناء المعاناة من هذا الاضطراب، يبدأ الشخص بالانسحاب اجتماعياً، ولن يشعر بالمتعة حتى بالأشياء التي كانت ممتعة في السابق.
من ضمن الاعراض التي تظهر على المصابين بالاضطراب اشتهاء الأطعمة ذات السعرات العالية، مثل: المعكرونة والخبز والسكر، مع زيادة السعرات الحرارية غير الصحية ونقص الفاكهة الطازجة والخضروات والحبوب الكاملة، غالباً ما يشعرون بالتعب، ما يؤدي إلى زيادة الوزن.
اما الشعور بالقلق أو الانفعال أو صعوبة النوم أو انخفاض الشهية، هذه الأعراض أكثر شيوعاً في أثناء الربيع/ والصيف عندما ترتفع درجات الحرارة الى الحد الذي يزيد من حالات التوتر.
وهناك حالة تدعى اضطراب العاطفة الفصلي تحت السريري وهو شكل أخف من اضطراب العاطفة الفصلي. يعاني منه نحو 14.3% (بالمقارنة مع 6.1% يعانون من اضطراب العاطفة الفصلي).
قد يخف أو يزول شعور الحزن الذي يشعر به المصابون باضطراب العاطفة الفصلي واضطراب العاطفة الفصلي تحت السريري عادة بالقيام بالتمارين الرياضية وزيادة النشاطات خارج المنزل، وخاصة في الأيام المشمسة ما يؤدي إلى زيادة التعرض للطاقة الشمسية. ووُثِّقت العلاقة بين المزاج البشري ومستويات الطاقة والفصول بشكل جيد حتى لدى الأفراد الأصحاء.
لم يحدد الباحثون أسباب الاضطراب العاطفي الموسمي، هناك بعض الأدلة التي تشير إلى اضطراب «إيقاع الساعة البيولوجية» لدى الشخص، منها دورة الجسم الطبيعية للنوم والاستيقاظ، يمكن أن تتسبب كمية الضوء المتناقصة في التخلص من ساعة الجسم الطبيعية، ما يؤدي إلى الاكتئاب، ويلعب ضوء الشمس دوراً في إنتاج الدماغ للميلاتونين والسيروتونين. خلال فصل الشتاء، ينتج الجسم المزيد من الميلاتونين «الذي يشجع على النوم» وأقل من «السيروتونين» الذي يحارب الاكتئاب. ولا يعرف الباحثون سبب كون بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي من غيرهم.
ومن أجل تشخيص الاصابة بالاضطراب، يحتاج الأطباء إلى إجراء فحص طبي، لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض، يمكنهم أيضاً إدارة الاستبيانات لتحديد الحالة المزاجية والبحث عن الأنماط الموسمية.
يمكن أن تساعد العديد من العلاجات الفعالة في تخفيف أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي، بما في ذلك فتح النوافذ في منزلك، فبمجرد جلب المزيد من ضوء الشمس إلى حياتك، يمكن أن يعالج الحالات الخفيفة. ايضا قضاء الوقت بالخارج كل يوم، حتى في الأيام الملبدة بالغيوم.
ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي واحد، منخفض الكربوهيدرات وغني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة احد الطرق للعلاج او الوقاية.