-1-
قصة الاعرابي الذي أراد أنْ يترك ناقته طليقةً ، مستنداً الى توكله على الله القادر على حفظها له ، معروفة شائعة …
ولم يتركه الرسول (ص) حتى قال له :
” اعقِلْها وتوكلْ “
انّ اتخاذ الاجراءات اللازمة لحفظ الناقة لابُدَّ أنْ تُتخذ ، وتقترن بالتوجه الى الله والتوكل عليه لتتم العملية بنجاح كامل .
-2-
وكلنا يعلم ان ( الوقاية خيرٌ من العلاج ) ولكن السؤال المركزي الذي يطرح نفسه :
كم هم اولئك الملتزمون بما تقتضيه الوقاية من كوفيد 19 مِنْ إجراءات ؟
ويؤسفنا ان نقول :
ان هناك تهاونا واضحاً من قبل معظم المواطنين في اتخاذ هذه الاجراءات الوقائية ، وهذا ما دعانا الى كتابة هذه السطور محذرين من عواقب الانفلات، ومؤكدين على أهمية الالتزام بالنصائح والاجراءات المقررة صحيّا، لصيانة النفس من الاصابة بالوباء الخطير .
اما اذا تركنا الحبل على الغارب وأهملنا التقيد بالمنهج المرسوم فانّ أخطار الوباء رهيبة لا ترحم ، لا سيما ونحن في خضم موسم بارد ينشط فيه الوباء بشكل كبير .
-3 –
لقد عطلّنْا (مجلس الصدر) الذي كان ينعقد آخر ثلاثاء من كل شهر، ومنذ شهر آذار الماضي تحاشياً من اجتماع رُوّاده الأحبة، وتقارب أماكن جلوسهم في قاعة الاجتماع، حفاظا عليهم والتزاماً بما تقتضيه اجراءات الوقاية المعلومة .
-4-
وأنا أسمح لنفسي ان أخرق مما يقتضيه الادب الاجتماعي مع بعض الاحبة الذين يمدون أيديهم لمصافحتي دون أنْ أمد لهم يدي، أفعل ذلك مرغماً لكيلا أحيد عن الاجراء السليم صحيّا .
ومعذرة من كلّ الأحبة الذين قد لا يروق لهم ذلك ، ولكننا اذا كنا بين خيارين :
خيار إرضاء الاحبة
وخيار الالتزام بأهداب المنهج الصحي السليم .
فضّلنا الخيار الثاني المُبرء للذمة طبقاً لما تمليه الضوابط .
-5-
انّ العودة الى التجمعات في الأفراح والأحزان بعيداً عن الالتزام بالضوابط الصحية ، ظاهرة خطيرة ولا يسوغ لنا ان نبقى إزاءها متفرجين صامتين ولابُدَّ من التحذير والتأكيد على ضرورة الالتزام بالضوابط الصحيّة .
-6-
والمأمول من القراء الاعزاء جميعا الاصغاء لنداء الشرع والعقل ، والالتزام بخارطة الطريق المرسومة في هذا الباب مع خالص الدعوات بخلاص الوطن الحبيب وأهله الاعزاء من الوباء ومن كل بلاء .
حسين الصدر