شهد الشارع الرياضي كالمعتاد مفاجأة جديدة بتدويل قضية اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية بعد إعلان نتائج انتخاباتها وفاز بمنصب الرئيس صديق الأمس – سرمد عبدالاله – إلا ان الرئيس غير المنتخب مؤخراً – رعد حمودي – قدم الطعن ولم يرتض بقبول النتائج ولجأ إلى اللجنة الأولمبية الدولية التي اعترفت بشرعيته على حِسَاب النتائج التي أقيمت وأتت بأصوات الهيئة العامة المكونة من الاتحادات المنضوية تحت لواء اللجنة ومَن يمثل الرياضة العراقية أولمبياً.
يقول المثل العراقي “ان صحت وان مطرت شمحصل العاكول” وهذا المثل ينطبق على الجماهير العراقية والصحافة والإعلام والمحبين للرياضة الذين يمنون النفس بإنجازات آسيوية وأولمبية التي مازالت غائبة عن الخزائن الحقيقية لرياضتنا، وإن فاز سرمد عبدالاله أو رعد حمودي مع حفظ الألقاب أو أية شخصية رياضية أو إدارية بانتخابات الأولمبية لن يُغير الانطباع الذي اصطبغ على محيا الجماهير العراقية طوال عقود من الزمن جراء التراجع المزمن لرياضتنا بمختلف تسمياتها وفئاتها وألوانها.
في الحقيقة، شهدتْ الرياضة العراقية نزاعات كثيرة وتدولي قضاياها طوال السنوات المنصرمة وآخرها قضية الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم الذي انهى حقبة من الزمن الكروي العاصف بمشكلات لا تُعد ولا تُحصى وتولت هيئة تطبيعية قيادة زمام الأمور إلى حين رسم سياسة جديدة للُعبة وترتيب الأوراق ووضع قوانين تتناسب مع الحقبة الحالية وهذه اللجنة تحتاج للوقت لترتيب البيت الكروي ونحنُ نتابع ونترقب هذه الترتيبات طالما ان الهيئة التطبيعية لم تولد من رحم الهيئة العامة، فهي بمنأى عن الاتهامات التي نالتها الإدارات السابقة للاتحاد وهذه المشكلات لا تختلف عما موجود في الاتحاد الأُخرى وفي اللجنة الأولمبية أيضاً.
لا ننسى ان بعض الاتحادات شهدت خلافات ونزاعات ومنها اتحاد الجودو واتحاد السباحة وانقسم إدارة كل اتحاد بين رئيسين لكل واحد منهما ولا نعرف كيف تقاد الأمور وتحل المشكلات والقضايا المتعلقة بالرياضيين الذين لا حول لهم ولا قوَّة في خضام هذه النزاعات ولا نعرف، بصريح العبارة، مَن هو الرئيس المعتمد محلياً ودولياً لهذين الاتحادين!.
سؤالي: متى تنتهي الخلافات الإدارية في الأندية والاتحادات والأولمبية والوزارة؟ وهَل تقادم القوانين الرياضية والتعليمات هو السبب الحقيقي لهذه الخلافات وضبابية تطبيق القانون جراء الثغرات الموجودة وغياب النظام الداخلي والرقابة المالية؟ ولماذا لا يتقبل الخاسر النتيجة بروح رياضية ويمنح الفُرصة للفائزين في العمل؟.
أخيراً، هذه الخلافات والمشكلات ستأخذ الكثير من جرف الرياضة العراقية وتجعلها بحراً تعصف به أمواج وريح عاتية من المشكلات لا نهاية لها وستؤثر تأثيراً سلبياً على الرياضي بالمقام الأوَّل الذي بالكاد يتدرب وينافس ويشارك وهو يعاني نقص المعدات والتجهيزات والبنى التحتية والمعسكرات وغيرها. أتمنّى ان تُحل هذه الخلافات قريباً وكما نتطلع لتأسيس محكمة النزاعات الرياضية والأهم وضع قوانين للأندية، والاتحادات، والأولمبية وإبعاد التعليمات وقوانين النظام السابق التي لا تتناسب مع الحداثة الرياضية في العالم التي جعلت الرياضة العراقية متراجعة ومرسومة لأشخاص بعينهم.
أحمد عبدالكريم حميد