أنمار علي العمار
تتميز الفنون الشعبية باستخدام الخامات المحلية والوحدات التي تستمدها من البيئة كون الفن الشعبي يمثل جذور فنوننا الأصلية التي يبدو أننا فقدنا الكثير منها بعد أن دخلت على حياتنا الكثير من التعبيرات التي تفصل بين حاضر فنوننا وماضيها. وعند الخوض في تفاصيل التعريف لماهية الفنون الشعبية ومفردها الفن الشعبي فهو :- فن جمالي لا يعرف الفردية لأنه فن الجماهير العريضة، والفنان الشعبي يتناول موضوعات تعبر عن البيئة في طرح عدة قضايا متوارثة تارةً ، وتارةً أخرى لم تزل موجودة في واقع الفنان المعاصر ذاته وتتجاوب مع احتياجات المجتمع الذي يعيش فيه. فالرسم عند الفنان الشعبي يمثل واقعاً عقلياً أكثر مما يمثل واقعًا بصرياً ، كذلك فإن الرسم تعريف للأمور بواسطة الرسم كبديل للكلام، وهو يوضح في صورة واحدة مجموعة مشاهد كأنما يحكي قصة، كما أنه يرسم الأشياء المرئية وغير المرئية ما دام غير المرئي معروفًا، كما أن الفن الشعبي لا يعترف بقواعد المنظور وصولاً إلى فن الموسيقا (Music) من خلال الجانب النظري المعرفي التطبيقي في مفاهيم موسيقا الشعوب. إن موسيقا الشعوب تقسم إلى فئتين الاولى فئة للعامة ، والثانية للخاصة ، وتتصف الاولى أي موسيقا العامة بأنها تلك الالحان الخفيفة الراقصة في الغالب التي تستطيع الجماهير الغفيرة من الناس تذوقها وترديدها دون عناء ، وتجد في ذلك لذة تخفف عنها لربما عناء العمل اليومي الشاق ولأنها موسيقا يمكن ان توصف لجسم مكدود وذهن متعب لأنها لا تقتضي من السامع جهداً ، اما النوع الثاني من الموسيقا وهي التي يطلق عليها بالموسيقا الخاصة فإن النفس لا تدرك ما فيها من انسجام وتوافق إلا بعد ان تكون تدربت على بذل نوع من الجهد الذهني الذي يتيح لها أن تتتبع الخيوط المختلفة للحن والمسارات الغير متوقعة للإيقاع ، لذا فهي موسيقا تعتمد على قدر من التركيز الذهني الذي لا يتوفر إلا لقلة قليلة من البشر تسمح لهم ظروف حياتهم بأن ينعموا بهذا الترف.