عدم امتلاك الحكومة الاتحادية قاعدة بيانات عنها سمح باختراق تركيا سيادة البلاد
بغداد- وعد الشمري:
طالبت لجنة الأمن والدفاع، أمس الثلاثاء، استغلال التقارب بين الحكومة وإقليم كردستان في إحكام السيطرة على البيشمركة، لافتة إلى عدم امتلاك السلطات الاتحادية معلومات عن عدد المنتسبين إلى هذه القوات، مشددة على أن ذلك سمح للجانب التركي انتهاك السيادة العراقية في أكثر من مناسبة.
وقال عضو اللجنة صادق الركابي، إن “غاية زيارة رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني إلى بغداد مطلع الأسبوع الحالي وعقده لقاءات، هي المباركة لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بمناسبة إكمال كابينته”.
وتابع الركابي، في حديث إلى “الصباح الجديد”، أن “إقليم كردستان ليس جاداً في حل الخلافات مع بغداد، خلاف ما يدّعيه بأنه يسعى لرأب الصدع من خلال اعتماد الوسائل الدستورية”.
وأشار، إلى أن “الدليل على أن الزيارة برتوكولية هو أن أعضاء الوفد الكردي لم يتضمن أشخاصاً فنيين، لكي يتناسب الحوار مع الجهات ذات العلاقة في بغداد”.
وأكد الركابي، أن “العديد من الملفات أسهمت في زيادة الخلافات وعدم حلها منذ عام 2007، لاسيما ما يتعلق بقانون النفط والغاز إضافة إلى المناطق المتنازع عليها، والمنافذ الحدودية”.
ويرى عضو لجنة الأمن النيابية أن “كل واحدة من هذه الملفات بحاجة إلى حوارات معمقة من أجل حسمها، وبطابع فني وليس من خلال زيارة خاطفة للمسؤول الأعلى في الاقليم”.
وأورد الركابي، أن “الحكومة الاتحادية ليست لديها أي سيطرة على قوات البيمشركة، رغم أنها تابعة للمنظومة العسكرية الاتحادية”.
ويحدد، بأن “المشكلة التي تواجهنا هي ركن الدستور جانباً وعدم اللجوء إلى فقراته في حل الخلافات، لاسيما في موضوع الاختصاصات الأمنية والعسكرية”.
ومضى الركابي، إلى أن “امتناع إقليم كردستان عن إخضاع البيشمركة للمنظومة العراقية، وعدم السماح للقوات الاتحادية بالتحرك في المحافظات هو من سمح للجانب التركي أن يخترق السيادة الوطنية بحجة ملاحقة عناصر خارجة عن القانون”.
بدوره، ذكر رئيس اللجنة محمد رضا آل حيدر في تصريح إلى “الصباح الجديد”، أن “المهمة المطلوبة من الحكومة العراقية حالياً هي إحكام السيطرة على قوات البيشمركة بوصفها جزء من منظومة الدولة”.
وأضاف آل حيدر، أن “الدستور يتحدث عن الإقليم وتشكيلها حق مشروع، ولكن ينبغي أن تتوافر لدينا حكومة قوية تمارس دورها في رسم سياسة الدفاع عن البلاد”.
ولفت، إلى أن “اقليم كردستان لا يستجيب إلى السلطة الاتحادية في الركون اليها بالنسبة للاختصاصات المحصورة رسمياً بيد بغداد مثل المنافذ الحدودية والجيش وغيرها من الأمور”.
ومضى آل حيدر، إلى أن “المؤسف بالنسبة الينا باعتبارنا جهة مسؤولة عن الرقابة على منظومة الأمن والدفاع أن نعلم بأن الحكومة الاتحادية لا تملك قاعدة بيانات عن قوات البيشمركة وأعداد المنتسبين إليها”.
يشار إلى أن رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني كان قد أنهى زيارة إلى بغداد قبل يومين، التقى خلالها بالرئاسات الثلاث وزعماء سياسيين، وتحدث عن ضرورة حل جميع الخلافات وفقاً للسياقات الدستورية.