شكل الموسم الدرامي لهذا العام انتاج العديد من الاعمال الدرامية العراقية، لمخرجين مختلفين، وحملت هذه الاعمال مواضيع شتى ، تنوعت بين التراجيديا والكوميديا، العديد من النجوم العراقيين شاركوا بهذه الاعمال، إضافة الى العديد من الوجوه الجديدة التي أثبت البعض منها حضورا ملفتا.
أبرز هذه الأعمال كان مسلسل أحلام السنين، للقاص شوقي كريم حسن، الذي كتب سيناريو العمل وحواره كذلك، واخرجه المخرج علي أبو سيف.
عمل درامي مهم أخر حاز على أعجاب المشاهدين والمتابعين هو ” بنج عام” إخراج علي فاضل ، وتأليف أحمد وحيد، هذا العمل حقق تقييم عالي في موقع سينمانا، مقارنة بالعديد من الاعمال العراقية والعربية ، مثل فالنتينو ، والاختيار ، والنهاية وغيرها، إذ حصل على تقييم 8,3 وهو تقييم عالي جدا ، لمخرج ومؤلف لم يعملا سابقا اعمال درامية من ثلاثين حلقة ، وان كان العمل عبارة عن أسكيتشات، ومواضيع مختلفة لكل حلقة ، ما يميز هذا العمل هو ان جميع المشاركين فيه من الشباب ، والذين نتمنى ان يكون لهم القدرة والنفس الطويل على انتاج عمل درامي طويل بخط درامي واحد.
هذان العملان تعرضا لتهديد من قبل البع ض بحجة إساءة الى شيوخ العشائر في مسلسل أحلام السنين، والإساءة الى الأيزيديات في مسلسل بنج عام، واعتقد ان المشكلة تكمن في عدم تفهم المعترضين ان الدراما تناقش مختلف المواضيع، دون قصد الإساءة، لكنها تحاول ان تعرض الواقع بأكبر درجة من التقرب اليه.
لكن الخطأ الذي وقع فيه العملان يكمن في مشهدين فقط، في أحلام السنين ، كان هناك مشهد يستدعي فيه الشيخ لأحدى النساء ، ويهددها بان تبات مع البقر، وهو مشهد كان من الممكن تجاوزه لأنه لم يشكل عامل دفع للخط الدرامي للعمل، ولم يكن له أثر في تصاعد هذا الخط.
في نبج عام، كان هناك حوار لم يكن ثم داع له ، حيث يقول سمسار النساء الداعشي لأحدى الأسيرات اليزيديات جملة فيها استهزاء لعدد الأيزيديين ، وان من المكن له ان يغرقهم ببصقة منه، واعتقد ان هذه الجملة من الحوار لا داع لها وكان من الممكن تجاوزها.
ان المعترضين والمهددين وجدوا في هاتين الهفوتين فرصة لأبرزا أنفسهم كمدافعين عن حقوق الايزيدين، وعن تقاليد عشار الجنوب، وكلاهما موضع احترام وتقدير من جميع أطياف الشعب العراقي، الا الشواذ منهم .
وسنعود للحديث عن باقي الاعمال في مواضيع لاحقة.
كاظم مرشد السلوم