كاظم مرشد السلوم
دأبت بعض الفضائيات العربية التي تختص بعرض الافلام السينمائية على مدار الساعة الى دبلجة العديد من هذه الافلام وبالعديد من اللهجات العربية كالسورية واللبنانية وكذلك الخليجية ، كبديل عن الترجمة ، ويرى البعض ان الدبلجة في بدايات استخداماتها جاءت للدول التي تعاني من ارتفاع نسبة الامية فيها ، وبالتالي فأن الدبلجة تأتي لمساعدة المشاهد على التعرف وفهم ما يجري من أحداث خصوصا وأن الدبلجة تأتي بنفس لهجة المشاهد وكان لدول مثل أيران وتركيا السبق في هذا المجال ، ولا أدري السبب الذي يدفع العديد من الفضائيات العربية الى ذلك الان ، ففي حين تعمل العديد من الشركات السينمائية التي تنتج افلام الرسوم المتحركة على ان يكون صوت شخصيات هذه الافلام لممثلين كبار وتدفع لهم أجور عالية حتى تجتذب اكبر عدد ممكن من المشاهدين ، نرى أن الفضائيات العربية تعمد ومن خلال الدبلجة الى الغاء اصوات الممثلين ،غير أبهة بالأثر الذي يتركه صوت كل ممثل على المشاهد لما يتميز به صوت هذا الممثل او ذاك، فهل يمكن لنا ان نرى مثلا فيلم العراب بدون صوت مارلون براندو أو أل باتشينو ، أو ان نشاهد احد افلام الممثلة الكبيرة ميريل ستريب بصوت بديل لصوتها ، شاهدت قبل ايام واحدا من الافلام المهمة وهو ( تروي ) للمثل براد بيت ولم أستطع تكملته بسب الدبلجة الرديئة ، خصوصا وأني سبق وأن شاهدته سباقا بدون دبلجة ، الامر الذي يدفع الى المقارنة بين المشاهدتين وبذلك يكون الانحياز الى المشاهدة الاولى كونها اكثر واقعية من حيث الصوت الذي تم تزييفه في المشاهدة الثانية ، من الممكن أن نشاهد مسلسلات مدبلجة كالمسلسلات التركية باعتبار عدم معرفتنا المسبقة بأبطال هذه المسلسلات ،كذلك فإننا سبق وان شاهدنا ومنذ منتصف التسعينات مسلسلات مكسيكية مدبلجة ربما اجتذبت عدد كبير من المشاهدين ولكنها جاءت هكذا منذ البداية ، كذلك فأن الفارق في تلقي لهجة دون غيرها من اللهجات التي تستخدم في الدبلجة ، له اثره في تقبل هذه الافلام ، وأنا أتسأل هنا كيف يمكن للدبلجة ان تغني عن الحوار في مشهد مثل المشهد المؤثر في فيلم ( الحرارة ) لربيرتو دي نيرو وأل باتشينو في المقهى ، والاثر الذي يتركه صوت الممثلين الكبيرين على المشاهد حيث بني على ضوء ذلك الحوار حرارة العلاقة بين الأثنين طيلة وقت الفيلم….
و ربما سنشاهد يوما فيلم روميو وجوليت مدبلج الى اللهجة الخليجية ويقول روميو لحبيبته جوليت (( بطيتي جبدي يجوليت ، وايد عاد )) أو أن تقول جوليت لروميو باللهجة اللبنانية (( لك تقبرني شو ها لطلة ))..