اطراف الخلاف تتهم بعضها بالاذعان للتدخل الخارجي بغية تمرير الحكومة
بغداد- وعد الشمري:
يتخوّف تحالف النصر من “تدخل خارجي” ضدّ رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي، ونوّه إلى اعتراض إيراني يمنع إكمال مهمته، لكنه جدد التأكيد على امتلاكه الأغلبية القادرة على تمرير حكومته.
في مقابل ذلك، تحدثت قائمة الفتح عن ضغوط أميركية لتمرير الزرفي، مشددة على أن الكتل الشيعية حسمت أمرها برفضه، مشيرة إلى أن البديل سيكون جاهزاً بمجرد انتهاء عملية التكليف، أما بالاعتذار أو الرفض النيابي.
وقال القيادي في تحالف النصر محمد عبد ربه، إن “لقاءات رئيس الحكومة المكلّف عدنان الزرفي مع وزراء وقيادات سياسية تأتي ضمن السياق الطبيعي، وهدفها التعرف على تحديات المرحلة المقبلة، وتضمينها في برنامجه”.
وأضاف عبد ربه، في حديث إلى “الصباح الجديد”، إن “الزرفي يريد أن يوصل فكرة مفادها جديته في إجراء تغيير شامل على الأداء التنفيذي بالنحو الأفضل، وبما يلبي طموح العراقيين”.
وأشار، إلى أن “وجود اعتراضات على الزرفي نتقبله إذا كان عراقياً ومن إرادة وطنية، لكننا نخشى أن يكون تبعاته خارجية، ومن إيران كما يتحدث البعض عن ذلك”.
وأوضح عبد ربه، أن “تحالف النصر مع احترام الديمقراطية وتجاربها، وتطبيقها يكون بفسح المجال أمام الزرفي في إكمال كابينته، والذهاب بها إلى مجلس النواب وحسم الأمر بالتصويت”.
كما بيّن القيادي في تحالف النصر، أن “القرار يجب أن يترك إلى الأغلبية السياسية في مجلس النواب، فهي التي ينبغي أن تحدّد مصير حكومة الزرفي او غيره”.
ويأسف عبد ربه، على “لجوء بعض المعترضين على الزرفي الى سياسة التهديد والوعيد، فالدستور ينص على سياقات محدّدة وعلى الجميع الالتزام بها، وترك ما يثير الشارع العراقي”.
ويرى، أن “تمرير الزرفي ليس صعباً بالنظر لما يتملكه من قبول مجلس النواب، ولو نظرنا إلى التجارب السابقة فأن رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي لم ينل عندما تم تكليفه إجماعاً شيعياً، والتذرع بضرورة حصول ذلك غير منطقي”.
ومضى عبد ربه، إلى أن “المؤشرات تدّل على امتلاك الزرفي العدد الكافي من النواب الذين يمكن من خلالها ضمان تمرير حكومته وبأريحية تامة، سواء حصل التصويت بنحو علني أو سريّ”.
من جانبه، ذكر النائب عن تحالف الفتح عامر الفايز، أن “الزرفي يأس من الكتل السياسية، ويسعى حالياً للاتصال بنوّاب بأمل ان يحصل على دعمهم مقابل بعض المكاسب”.
وتابع الفايز، في تصريح إلى “الصباح الجديد”، أن “المعلومات المتوافرة لدينا تؤكد عدم نجاح الزرفي المضي في خطوات متقدمة لإنجاح حكومته، وقد أمتنعت العديد من الكتل عن التفاوض معه لأنه لا يملك الغطاء الشيعي”.
وزاد، أن “رئيس الوزراء المكلّف ومن خلال تحركاته يبدو غير راغب في الاعتذار عن المهمة بخلاف الدعوات التي وجهت إليه من جهات عديدة، إنما سيترك حسم أمره إلى مجلس النواب”.
وأوضح الفايز، أن “المباحثات بين القوى الشيعية مستمرة ولم تنقطع، لكنها لم تتوصل بعد إلى مرشح محدد لخلافة الزرفي”.
ويسترسل، أن “اتفاقاً حصل بين الكتل الشيعية بأنها سوف تطرح الاسم مباشرة بعد الانتهاء من تكليف الزرفي أما بالاعتذار أو الإطاحة بحكومته في مجلس النواب”.
ويتفق الفايز مع عبد ربه بإمكانية حصول تدخل خارجي في موضوع المرشح لرئاسة الحكومة، لكنه توقع أن يكون “هذا التدخل أميركاً من خلال الضغط لتمرير الزرفي”.
وأكمل الفايز بالقول، إن “القوى الداعمة للزرفي عليها أن تعلم بأن الموضوع قد حسم برفضه، والكتل الشيعية الممثلة للمكون الأكبر في المجتمع هي المسؤولة حصراً عن اختيار رئيس الوزراء، ولا يحق لأي جهة التجاوز على حقها”.
يشار إلى أن المهلة الدستورية للزرفي تنتهي منتصف الشهر الحالي، وينبغي خلالها تقديم المرشحين للوزارات والمنهاج الحكومي.