لعدم توصل الأطراف إلى توافق لتطبيق اتفاق السلام
متابعة ـ الصباح الجديد :
دعت واشنطن مجلس الأمن الدولي إلى تشديد العقوبات ضد جنوب السودان لعدم توصل الأطراف هناك إلى توافق لتطبيق اتفاق السلام، في حين دعت موسكو إلى الابتعاد عن سياسة العقوبات هذه.
وقالت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافتفي، في مجلس الأمن امس الأول الثلاثاء: «إذا كان قادة جنوب السودان غير قادرين على الامتثال للأحكام الأساسية لاتفاقهم، فيجب أن ينظر مجلس الأمن في نظام عقوبات أكثر جدية وفرض عقوبات جديدة».
وأشارت كرافت إلى أن قادة جنوب السودان يتهمون بعضهم البعض بمحاولة عرقلة التقدم ورفض الإعلان عن وقف إطلاق النار.
وأضافت كرافت: «اطلعنا على بيان قادة جنوب السودان امس الأول (الثلاثاء)، وقد تعهدوا فيه مرة أخرى بتشكيل حكومة وحدة وطنية بحلول منتصف فبراير. نأمل نحن وشعب جنوب السودان أن تترجم هذه البيانات إلى نتائج ملموسة. إذا تم تنفيذه بالكامل يمكن للاتفاق الحالي أن يضمن السلام والاستقرار «.
إلا أن النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، دعا كرافت إلى الابتعاد عن سياسة العقوبات الأحادية الجانب، قائلا: «نعتقد أنه بعد أن يتمكن جنوب السودان من الاتفاق على مجموعة كاملة من القضايا، ستكون هناك حاجة إلى مراجعة نظام العقوبات بهدف تكييفه مع الواقع على الأرض».
وذكر بوليانسكي بأنه تم فرض عقوبات على تصدير بعض الأسلحة في مرحلة معينة بهدف تنفيذ المبادرات الأمنية الإقليمية. بالمقابل أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير أنه توصل إلى اتفاق مع زعيم المعارضة رياك مشار الثلاثاء على تشكيل حكومة وحدة بحلول مهلة شباط النهائية، في وقت يواجه الطرفان انتقادات دولية جراء تعثر محادثات السلام.
وكان كير ومشار وقّعا اتفاقا لوقف اطلاق النار في ايلول 2018 في اديس ابابا، ما ادى الى احتواء النزاع الذي خلف اكثر من 400 الف قتيل وشرد نحو أربعة ملايين آخرين.
ونص الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية في 12 أيار حدا أقصى، لكنهما عجزا عن تحقيق ذلك، ليتم تمديد المهلة ستة اشهر إضافية حتى 12 تشرين الثاني.
وانتهت المهلة الثانية دون تشكيل حكومة الوحدة، ما دفع دول المنطقة التي ترعى عملية التهدئة الى منحهما مئة يوم اضافية للتوصل الى اتفاق حول الحكومة.
ويختلف الطرفان حول تعيين بعض الحدود وتجميع المقاتلين ودمجهم في جيش موحّد، تنفيذاً لبند رئيسي في اتفاق السلام. وفي اعقاب مباحثاتهما في جوبا، أعلن كير أنّه اتفق مع مشار على عدم تجاوز المهلة الجديدة.
وصرح كير «قلنا إنه بعد مرور مئة يوم علينا تشكيل الحكومة»، في إشارة إلى التمديد الذي مُنح لهما بعدما فشلا بالالتزام بالمهلة السابقة المحددة في 12 تشرين الثاني.
وغرقت دولة جنوب السودان التي نالت استقلالها من السودان العام 2011، في حرب أهلية في كانون الاول 2013 اثر اتهام رئيسها وهو من قبائل الدينكا، نائبه السابق وهو من قبائل النوير، بتدبير انقلاب عليه.
وأدى الصراع إلى مقتل نحو 400 ألف شخص بحسب احصاء حديث العهد، ودفع أكثر من أربعة ملايين، أي ما يوازي ثلث سكان جنوب السودان، إلى النزوح.
لكنّ اتفاق السلام الموقع عام 2018 أسفر عن تراجع كبير في الأعمال القتالية، من دون أن تتوقف نهائياً.