قلة الطلب في مدن العراق وموجة استيراد الدجاج المجمد
بغداد _ الصباح الجديد :
تتكبد حقول تربية الدواجن في إقليم كردستان منذ نحو شهرين خسائر متواصلة، جراء زيادة عدد مشاريع تربية الدواجن وقلة الطلب في مدن العراق وموجة استيراد الدجاج المجمد من الدول الأخرى، ويقول أصحابها أنهم يخسرون 400 دينار مع بيع كل كغم من الدجاج.
وتعتزم وزارة زراعة الاقليم تأسيس مجلس لتقليل تكاليف إنتاج الدجاج وتنظيم التفقيس والحد من استيراد الدجاج استناداً إلى قانون حماية المنتجات المحلية.
وبحسب إحصائيات وزارة الزراعة والموارد المائية، فإنه يوجد في إقليم كردستان 1527 مشروع مرخص لتربية الدواجن (493 في أربيل، 288 في دهوك، 602 في السليمانية، 114 في كرميان و 30 في حلبجة).
ويصل مجموع الطاقة الإنتاجية في كل وجبة إلى نحو 22.365.345 دجاج، وإذا ما تمت تربية 4 وجبات في كل مشروع سنوياً، واحتساب معدل الوزن الصافي للدجاجة الواحدة 2 كغم، وطرح 10% منها كنسبة لحالات النفوق المحتملة، فإن الإنتاج السنوي يصل إلى قرابة 161 الف طن.
وبحسب البيانات، فإن نحو 80% من مشاريع الدواجن تعمل الآن، لذا فإن إنتاجها السنوي يبلغ 129 ألف طن من لحم الدجاج، ناهيك عن وجود نحو 500 مشروع غير مرخص يصل إنتاجها إلى 36 ألف طن، ما يعني أن مجموع الإنتاج الكلي يبلغ 165 طناً سنوياً.
وتحدد وزارة الزراعة حاجة الفرد من لحم الدجاج سنوياً بـ23.9 كغم، وبحسب هيئة الإحصاء، فإن عدد سكان إقليم كردستان يقدر بنحو 6 ملايين و34 ألف شخص وتبلغ حاجتهم الكلية للحم الدجاج إلى 144 ألف طن، وبهذا فإن إقليم كردستان يتمتع بالاكتفاء الذاتي وليس بحاجة للاستيراد. وقال رئيس مجلس صناعة الدواجن في إقليم كردستان، حيدر فرحان: “بسبب مظاهرات العراق، انخفض الطلب على الشراء، لذا فإن أصحاب المشاريع أجبروا على عرض إنتاجهم من الدجاج في أسواق كردستان، وبسبب كثرة العرض انخفض سعر الدجاج خلال الشهرين الماضيين بشكل ملحوظ حيث يخسر أصحاب الدواجن 400 دينار مع بيع كل كيلو دجاج”.
وأوضح أن العديد من حقول تربية الدواجن ستغلق أبوابها مع استمرار أوضاع العراق على حالها، مبيناً أنهم أبلغوا وزير الزراعة بمشاكل أصحاب الدواجن، الذي وعد بتأسيس مجلس أعلى لصناعة الدواجن.
وأشار حيدر فرحان إلى أنه طلب من الوزير وضع حد لاستيراد الدجاج المجمد وإجبار المطاعم والمستشفيات والسجون والوحدات العسكرية على شراء الدجاج من دواجن كردستان، وفرض شروط لإنشاء مشروع جديد، مقابل التزام الدواجن بالسعر الذي تحدده الحكومة.
وقال مدير الثروة الحيوانية، فراس صديق إن “الهدف من تأسيس المجلس هو حماية المنتج الوطني وتنميته بما يجعلنا في غنى عن الدجاج المستورد”.
ومضى بالقول: “يجب تغيير طريقة عرض الدجاج المحلي، تلبية للطلبات الجديدة، ففي أربيل لوحدها هناك عشرات الأطنان من الدجاج التي تستخدم في صناعة الكنتاكي، وما لم يتحقق ذلك؛ لن نتمكن من إقرار تقليل استيراد الدجاج”.
وبرغم تذبذب الأسعار والشكاوى الدائمة لأصحاب مشاريع الدواجن بشأن التسويق، فإن عدد المشاريع في تزايد مطرد، حيث افتتح 412 مشروع دواجن جديد في إقليم كردستان خلال السنوات الست الماضية ، وتابع “خلال السنوات الماضية وبسبب الأزمة المالية وضعف فرص الاستثمار والمقاولة في معظم القطاعات، توجه الكثيرون إلى افتتاح مشاريع الدواجن، ونعتقد أن الإنتاج الكلي السنوي يبلغ ألفي طن”.
وقال حاج سعدي صالح، وهو صاحب مشروع للدواجن قرب مدينة أربيل، إنه ينتج في كل وجبة 10 آلاف دجاج، مضيفاً: “بسبب ركود السوق أجبرت على بيع جميع الدجاج إلى التجار العرب، وقد خسرت 5 ملايين دينار دفعة واحدة”، عازياً انخفاض الأسعار إلى مظاهرات العراق وزيادة استيراد الدجاج المجمد.
وبرغم ذلك يؤكد أنه يواصل إنتاج فراخ جديدة بالقول: “لا نستطيع التخلي عن مهنتنا فعملنا مثل القمار نخسر تارة ونربح تارة” ، ويتم استيراد 70 إلى 80 ألف طن من الدجاج المجمد إلى إقليم كردستان من عدة دول ومنها تركيا وأوكرانيا وجورجيا والبرازيل وأمريكا وفرنسا وهولندا وعدة دول أخرى.
وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة، حسين حمه كريم: “صدر قرار بتأسيس المجلس الأعلى لصناعة الدواجن برئاسة وزير الزراعة ونحن الآن في مرحلة اختيار أعضاء المجلس ليجتمع بشكل دوري مرة كل شهرين” ، وأشار إلى أن تأسيس المجلس خطوة لتقليل الاستيراد والاعتماد على المنتج الوطني والتسعير ومراجعة تعليمات إنشاء مشاريع تربية الدجاج.