تداعيات الأحداث في العراق منذ سقوط النظام السابق فرضت على المجتمع الدولي رصد مايجري ومراقبة التطورات انطلاقا من العلاقات التاريخية التي تربط دول الشرق والغرب مع العراق واتساقا مع موقع العراق الجغرافي الحيوي والدور المحوري للنظام السياسي الجديد في الجمع بين الاضداد في منطقة الشرق الأوسط وبعيدا عن التجاذبات السياسية والمصالح بين الدول هناك ثمة مسؤولية اخلاقية تقع على المجتمع الدولي من اجل سلامة العراق وحماية سيادته والعمل من اجل مواجهة الاخطار والتهديدات التي يتعرض لها وخلال ستة عشر عاما لم يجنِ الشعب العراقي من الخلافات المحتدمة بين ثنائيات مختلفة سوى المزيد من التوترات والضغوطات حرصت فيها الأطراف المتنافسة على مصالحها وضربت عرض الحائط مصالح العراق ( ايران -الولايات المتحدة) (ايران السعودية ) وغيرها من الثنائيات التي انعكست تفاصيلها على مجريات العملية السياسية ( روسيا تركيا ) (قطر السعودية سوريا تركيا ) وفيما كان نزيف الدم العراقي مستمرا وفيما التف الشعب العراقي بكل فصائله لمواجهة اعتى هجمة ارهابية لم يحصل العراق على الدعم الكافي لتجاوز مشكلاته الإقتصادية ولم ينبثق برنامج عالمي لاعادةاعمار العراق مثلما حصل مع دول أخرى تعرضت إلى ظروف مشابهة لظروف بلادنا ومايحدث اليوم من تطورات في الداخل العراقي يحتم على المجتمع الدولي عامة وعلى الدول الكبرى والدول المجاورة خاصة مد يد العون للعراقيين والتخفيف عن الامهم وتقديم مبادرات تمكن العراقيين من الحصول على حقوقهم ومعاضدة انتفاضتهم ضد الفساد وحماية الارواح والممتلكات من التخريب والتدمير ولاتكفي بيانات القلق الصادرة من هنا وهناك لتطمين الشعب العراقي على حاضره ومستقبله فما تملكه الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ودول مثل تركيا وإيران والسعودية ودول الخليج الأخرى من ادوات وقدرات يمكنها من القيام بشكل فاعل في دعم استقرار العراق وتحقيق الاصلاح والتغيير فيه بشرط تخليها عن مصالحها الخاصة ونبذ انانيتها في التعاطي مع الشؤون العراقية ومساعدة الشعب العراقي في الوصول إلى مبتغاه باقل التضحيات.
د. علي شمخي