الأطراف والقوى السياسية التي تواصل اجتماعاتها داخل السلطتين التشريعية والتنفيذية من اجل البحث عن حلول للأزمة الكبيرة التي يمر بها العراق عليها أن تدرك أولا طبيعة المسارات التي يمكن أن تؤدي إلى هذه الحلول..
ولايعقل أن يمضي البعض في مسار ينتهي إلى انسداد أو نفق مظلم من دون ان يحمل معه مفاتيحا أو مصباحا مضيئا وخلال اكثر من شهر توضحت معالم خريطة الحراك الجماهيري ووصل صدى المطالب إلى اكثر من جهة داخليا وخارجيا وبات على الطرف الآخر أن يبعث برسائل الاستجابة حتى يمكن القول اننا نمضي في الطريق الصحيح لانهاء هذه الأزمة الكبيرة التي يمكن وصفها بانها أزمة وطن طالما يعيش تفاصيلها اليومية جميع اطياف الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه فالمرجعية الدينية أعلنت وببيانات وخطب متتالية رعايتها لهذا الحراك الحماهيري واكدت دعمها للمطالب الاصلاحية منذ أول يوم انطلقت فيه التظاهرات في الساحات العامة والامم المتحدة تتابع عن كثب مايجري في مدن العراق من خلال بعثتها في بغداد وتريد مساعدة العراقيين في الوصول إلى حلول مرضية وتجنيب البلاد الاسوء والاصعب وثمةافكار ومقترحات يجري تداولها هذه الايام التقريبي بين وجهات النظر الخروج بخارطة طريق يفضي إلى تحقيق السلام في العراق و قد ادركت جميع الأطراف أن المتظاهرين الذين خرجوا من دون وصاية أو دعوة حزبية أو فئوية لايمكن لهم العودة إلى منازلهم من دون ان يروا أو يتلمسوا استجابة حقيقية من السلطات وبهذا فان محركات الدفع باتجاه الاحتجاجات والتظاهرات ستبقى في نشاطها بانتظار مايقرره أولئك الذين يتشاورون فيما بينهم على الضفة الأخرى وقد ايقن الجميع بأن الفرص تضييق أمام المناورات والالتفافات بعد مرور ثمانية وثلاثون يوما على انتفاضة العراق الشعبية اسنفذت فيها السلطة خيارات الوعود والمواجهة المسلحة مع المنتفضبن ولم يبق بيدها من أوراق سوى ورقة الانحناء للمطالب الشعبية المدعومة من المرجعيةالدينية والامم المتحدة واصدقاء العراق الذين يريدون لهذه البلاد وشعبها الخير اما اعداء العراق فهم لايزالون يتربصون به السوء ويشجعون مريديهم في الداخل من الحاقدين والفاسدين والمنتفعين على المضي في مسالك التعقيد والفوضى وصولا إلى الانفجار والحريق الكبير وبين الانفراج والانفجار يتحين المخلصون والوطنيون الفرص لتقديم المبادرات التي تطفيء النيران وتبعث الاطمئنان وتشيع الامل بنهاية قريبة لازمة العراق ومحنته الكبيرة.
د. علي شمخي