بهدف إعادة تنظيم صفوفه..
السليمانية ـ عباس كاريزي:
بدا اعضاء وملاكات الاتحاد الوطني الكردستاني ثاني أكبر الاحزاب في اقليم كردستان أمس الاحد بإجراء المؤتمرات المصغرة للجانه ومراكزه التنظيمية في شتى محافظات ومدن اقليم كردستان، تحضيرا لعقد مؤتمره العام الرابع المقرر عقده في السابع من شهر كانون الثاني المقبل.
وقال رزكار علي مسؤول اللجنة العليا للانتخابات في الاتحاد الوطني الكردستاني، ان انتخابات اللجان التنظيمية بدأت يومي السبت والاحد، وهي تسير بنحو جيد، لافتا الى انه، بنجاح عملية انتخابات اللجان التنظيمية يدخل الاتحاد الوطني مرحلة جديدة من نضاله السياسي.
واشار الى، ان نسبة المشاركة في الانتخابات كانت جيدة شارك فيها اغلب اعضاء اللجان التنظيمية لاختيار ممثليهم لانتخابات المراكز التنظيمية، التي سيختار المصوتون فيها مرشحيهم للمشاركة في المؤتمر العام الرابع.
وكان الاتحاد الوطني قد اخفق في عقد مؤتمره العام الرابع، الذي كان من المقرر، ان يعقد في حزيران من عام 2013، بعد عقد مؤتمره الثالث عام 2010، نظرا لبروز خلافات بين جناحي السيدة هيرو ابراهيم احمد التي كانت تحظى بتأييد اغلب اعضاء المكتب السياسي، وبين جناح برهم صالح وكوسرت رسول اللذان كانا يمثلان جناح المعارضة داخل المكتب السياسي.
وتأسس الاتحاد الوطني الكردستاني في العاصمة السورية دمشق بشهر حزيران من عام 1975 من قبل (جلال طالباني وعادل مراد وفؤاد معصوم وعبد الرزاق عزيز فيلي)، بعد اشهر قليلة من نكسة الثورة الكردية في العام نفسه، بزعامة الملا مصطفى بارزاني، عقب اتفاقية الجزائر بين شاه ايران وحزب البعث الذي مثله نائب الرئيس انذاك صدام حسين، التي تنازل بموجبها النظام البعثي في العراق عن اراضي عراقية وقسم من شط العرب لشاه ايران، مقابل مشاركة الجيش الايراني في القضاء على الثورة الكردية، التي كانت مندلعة في جبال كردستان، عقب فشل اتفاقية اذار التي منحت الحكم الذاتي للكرد.
تلقى الاتحاد الوطني صدمة قوية عقب مرض امينه العام الرئيس جلال طالباني ووفاته عام 2017، واثرت بنحو كبير على دور الحزب وادائه وتأثره على الساحة السياسية في كردستان والعراق المنطقة، وتسبب ذلك بتراجع دوره المحوري ومكانته بين الجماهير، وانشغال بعض من قياداته باستغلال مناصبهم لتحقيق مكاسب مالية، الذي اعطى انطباعا سلبياً لدى الجماهير والمواطنين الذين طالبوا بابعاد مؤسسات حكومة الاقليم عن الهيمنة الحزبية، ومن هذا المنطلق يسعى اعضاء ومؤيدي الاتحاد الوطني الى العودة وبقوة الى الساحة السياسية عبر عقد المؤتمر العام الرابع الذي سيقدم انموذجا جديدا، وآليات حديثة لبناء هيكل الحزب وشكله التنظيمي.
واوضح رزكار علي مسؤول اللجنة العليا للانتخابات في الاتحاد الوطني، ان المرحلة الاولى من الانتخابات ستشمل اعضاء اللجان التنظيمية ونواب رؤساء اللجان وبعد ذلك ستكون الانتخابات على مستوى مراكز التنظيمات.
هذا وتهدف هذه الانتخابات الى تحديد المرشحين للمشاركة في المؤتمر الرابع للاتحاد الوطني الكردستاني الذي من المقرر ان يعقد الشهر المقبل.
وكانت انتخابات اللجان التنظيمية في مراكز تنظيمات كركوك وشارزور وشنكال ودهوك وكرميان، والدوز وسوران ورابرين وكلار، قد جريت السبت بنجاح، واستمرت امس الاحد، انتخابات اللجان التنظيمية التابعة لمراكز تنظيمات الاتحاد في السليمانية واربيل وبغداد وسوران وخانقين، بعد انتهاء الانتخابات في اللجان التنظيمية التابعة لمراكز تنظيمات كركوك وشارزور وشنكال ودهوك وكرميان.
بدوره قال رئيس اللجنة العليا المشرفة على مؤتمر مركز تنظيمات السليمانية للاتحاد الوطني زبير عثمان في حديث للصباح الجديد عقب اجتماع موسع عقدته اللجنة في السليمانية، ان الاتحاد يتحضر لبداية مرحلة جديدة من نضاله السياسي، مؤكدا وجود تنسيق وتعاون تام بين اللجنة العليا والهيئة العليا المشرفة على التحضيرات الجارية للمؤتمر لتهيئة الاجواء الديمقراطية المناسبة لإجراء الانتخابات التمهيدية.
وشدد زبير عثمان على ان الجميع يعمل بروحية عالية متحلين بالإرادة بالاستناد الى النظام الداخلي لإجراء مؤتمر جامع ناجح عصري، يضمن تغيير هيكل وشكل ونوع الادارة، يكون منسجماً مع تطلعات ومطالب الملاكات والاعضاء وجماهير الاتحاد الوطني.
واشار على ان تأخر عقد المؤتمر ادى الى خلق فراغ قانوني في القيادة، وان الاسباب التي ادت الى عدم عقد المؤتمر، من مرض الرئيس مام جلال وانشغال القيادة بالحرب على داعش والازمات الاقتصادية والانتخابات، وان الظروف الاستثنائية التي مرت بالإقليم خلال الاعوام الماضية.
واشار الى ان الحزب وفقا للبرنامج والنظام الداخلي الحالي لم يعد بمقدوره التجاوب مع متطلبات المرحلة الراهنة، لذا فان عليه ان يسعى لعقد مؤتمر يضمن التجدد واعتماد برامج عصرية تنسجم مع المرحلة الحالية، مشيرا الى ان المجلس المركزي اعد برنامج ونظام داخلي جديد لاعتماده في المؤتمر المقبل، يضمن التمثيل الحقيقي مناطقيا وجغرافيا لاعضاء المجلس العام، اضافة الى انه سيضمن التمثيل الحقيقي للمرأة والشباب في القيادة الجديدة.