ديالى ـ خاص:
كشف مسؤولون حكوميون في محافظة ديالى عن قيام تنظيم داعش بسرقة النفط الخام بقيمة 600 الف دولار يوميا من حقول نفطية تقع تحت قبضة التنظيم شمال شرق بعقوبة، وفيما اكدت وجود مافيات متعددة الجنسيات متورطة بهدر الثروة الوطنية، عدَّ مراقبون محليون ان بيع النفط المسروق يؤمن احدى اهم موارد التنظيم فيالوقت الحالي.
وقال قائمقام قضاء الخالص ( 20كم شمال بعقوبة) عدي الخدران في حديث الى» الصباح الجديد»،ان» تنظيم داعش يقوم يوميا بتحميل اكثر من 100 صهريج من النفط الخام المسروق من حقول نفط حمرين ( 65 كم شمال شرق بعقوبة) والتي تخضع لسيطرته منذ شهر حزيران الماضي، ومن ثم نقلها عبر منظومة طرق وعرة تمتد من حمرين وصولا الى ناحية الرشاد في كركوك، ومن ثم باتجاه الموصل او سورية لبيعها الى تجار من جنسيات مختلفة باسعار بخسة تصل الى 4 الاف دولار للصهريج الواحد».
واضاف الخدران ان» قيمة ما يسرقه داعش من النفط الخام يوميا من حقول حمرين بديالى يزيد عن 600 الف دولار امريكي»، لافتا الى ان «اسعار بيع البرميل الواحد من النفط المسروق يتراوح من 10-20دولاراً فقط، وهي اسعار بخسة ورخيصة للغاية اثارت لعاب الكثير من المافيات المتعددة الجنسيات التي وفرت طرق تفاهم مع داعش للحصول على النفط بسبب المكاسب المادية العالية نتيجة فرق الاسعار مقارنة بالبورصات العالمية».
واكد الخدران ان» جهات ومافيات كبيرة متورطة بدعم تنظيم داعش على سرقة الثروة الوطنية وبيعها مقابل اثمان رخيصة»، داعيا الى «وقفة وطنية من قبل كافة الاطراف لانهاء عمليات سرقة النفط العراقي لانها باتت مورداً مهماً للتنظيم يؤمن بها اسلحة وارهابيين لزيادة القتل والخراب والتدمير وتفتيت المجتمع العراقي».
من جانبه قال رئيس اللجنة الامنية في مجلس ديالى صادق الحسيني ان « تنظيم داعش يعتمد على مصادر عدة لتمويل خلاياه، ومنها سرقة النفط الخام»، لافتا الى ان «قطع مصادر التمويل وتجفيفها تعد الخطوة الاولى في معركة القضاء على التنظيم».
واشار الحسيني الى ان» تنظيم داعش يحظى بدعم مالي معروف من قبل بعض الدول والجهات التي لاتريد الخير للعراق وتسعى الى تفتيته قواه وتمزيق نسيجه الاجتماعي لتحقيق غايات واهداف ابرزها منع العراق من العودة قويا بسبب قدراته الاقتصادية ودوره المحوري في قضايا المنطقة العربية».
الى ذلك اكد مصدر امني مطلع في ديالى ان» منطقة حمرين تحوي على 33 بئر نفط خام اغلبهما لم يجري استغلالها من قبل شركات وزارة النفط، وجميعها باتت تخضع لسيطرة داعش منذ حزيران الماضي بعد هجمات كبيرة شنها التنظيم ضمن مايعرف بحوض حمرين».
واضاف المصدر ان» منطقة آبار نفط حمرين تقع في منطقة وديان مترابطة عبر طرق نيسيمة غير معبدة جرى استغلالها من قبل تنظيم داعش في تهريب كميات كبيرة من النفط المسروق خلال الاشهر الماضية الى تجار من جنسيات مختلفة وفق المعلومات المتوفرة في اطراف الموصل والحويجة والرشاد او قرب الحدود العراقية السورية».
وفي السياق ذاته قال المراقب الأمني في بعقوبة جهاد البكري ان» داعش بات من احدى اكثر التنظيمات المتطرفة في العالم ثراءاً، وهذا ما اكدته التقارير المخابراتية بعد قيامه بيع النفط الخام المسروق من حقول عراقية وسوري سيطر عليها خلال الاشهر الماضية».
واضاف البكري ان» حقول حمرين تعد جزءاً بسيطاً من مجموعة حقول كبيرة تخضع لسيطرة داعش بالوقت الحالي وهي تدر اموالاً طائلة على التنظيم تصل الى عدة ملايين من الدولارات يوميا»، مبينا ان «تلك الاموال تمثل واردات كبيرة يستغلها داعش في شراء الاسلحة وتجنيد المقاتلين من اجل زيادة زخم عملياته ضد الحكومة العراقية في محاولة لبسط سيطرته على مناطق اكثر في وسط وغرب لبلاد».
من جهته قال مراقب أمني آخر في بعقوبة مروان الجبوري ان» استمرار تجارة النفط المسروق من قبل داعش يدلل على وجود ارادة واضحة لبعض الدول للاستفادة من الفوضى في البلاد لتحقيق ارباح مالية كبيرة دون الاكتراث لخطورة ما يهدد المنطقة من احداث قد تؤدي الى عواقب وخيمة».
واضاف الجبوري ان» كميات كبيرة من النفط المسروق يباع على الحدود السورية والتركية من قبل مافيات متنفذة لديها شبكة علاقات واسعة مع قادة تنظيم داعش»، مبينا ان « بخس الاثمان التي يباع بها النفط دفعت الى بروز هذه التجارة وصمت الكثير من دول الجوار عما يحدث».
وبين الجبوري ان» واردات النفط المسروق العراقي يحولها داعش الى اسلحة واعتدة تسهم في قتل العراقيين»، لافتا الى «ضرورة تحرك الحكومة المركزية في هذا الاطار من اجل تجفيف منابع التمويل لانها تمثل احدى اهم الاسباب التي تضعف التنظيم وصولا الى القضاء عليه بالعمليات العسكرية».