-1-
جاء في التاريخ :
انّ رجلاً رآى المأمون فقال عنه :
( انه حين قتل أخاه سقط من عيني ..!!)
وبهذا يضعنا أمام حقيقة تقول :
انّ بعض الآراء والمواقف تؤدي الى سقوط أصحابها من العيون .
وهذه المسألة في غاية الأهمية لمن يريد الحفاظ على مكانته بعيداً عن التدحرج الى السفح …
-2-
المأمون كما قيل هو عالِمُ بني العباس ، بينما كان أخوه (المعتصم) أميّاً..!!
والسؤال الآن :
هل كان ذلك مانعاً من سقوطه من عين مَنْ عابَهُ ؟
والجواب :
لا
انّ العلم وكل المزايا والصفات والمناقب والايجابيات، لن تشفع لمن كشف عن أيّ بائس هوج أو عمل مشين في نظر الكثيرين من ذوي التمسك بأهداب الاخلاق العالية والمثل السامية .
-3-
انّ (عبد الكريم قاسم) سقط من أعين عشّاق القرآن ومُحِبِيهِحين أصدر قانون الاحوال الشخصية (عام 1959) وجعل ميراث الذكر مساوياً لميراث الانثى، مع انّ النص القرأن يجعل ميراث الذكر ضعف ميراث الانثى ( للذكر مثل حظ الانثيين) .
انّ معارضته للقرآن ألغت عمليا كل ما تميّز به مِنْ حُبٍّ للفقراء ، ومِنْ نزاهةٍ وبعدٍ عن الاستئثار بالمال العام ..!!
-4-
وأخلص من ذلك الى القول :
انّ (مهاتير محمد) ، باني مجد ماليزيا، والذي دخل التاريخ من أوسع بواباته لمنجزاته الكبيرة المهمة في بلاده ، سقط من عيني ، ولم أعد أتفاعل كثيرا مع كل تلك الانجازات ..!!
وقد تسألني وتقول :
وما السبب في ذلك ؟
فأقول لك :
انه اصطّفَ مع أبشع الطواغيت إجراما وظلما، وأظهر إعجابه بصاحب المجازر والمقابر الجماعية الدكتاتور المقبور، الذي ادخل النائحة الى كل بيت في العراق …
انّ مهاتير محمد ليس بالمغفل الذي تغيبُ عنه كل تلك الجرائم والمظالم فلماذا أغمض عينيه عن كلّ تلك الانتهاكات الفظيعة لحقوق الانسان العراقي وحرياته وكرامته ؟
انّ الراضي بفعل الظالم شريك له في ظلمه
ومن هنا فقد سقط (مهاتير محمد) من عيني ، وخرج من قلبي ، ولم أعد معنياً بشؤونه على الاطلاق .
-5-
وقد أكبرتُ الاستاذ الدكتور صادق حسن السوداني الذي كتب يقول :
” اكثر ما يعاب على مهاتير من وجهة نظري المتواضعة اعجابه بدكتاتور العراق وطاغيته صدام ( 2006- 1937 / 2003 1979) وهذا برأي نقطة ضعف في شخصية مهاتير ، إذ كيف يعجب ديمقراطي بطاغية أذاق شعبه الويلات والمعاناة والمجاعات والمهانات واللامبالاة بل الاحتقار والاستخفاف والتعذيب ، لا أدري كيف يعجب ديمقراطي محب للسلام بشخص ادخل بلاده في ثلاث حروب عبثية سلبته الغالي والنفيس وحولته من بلد غني دائن الى بلد فقير مدين بالمليارات لدول العالم حتى تلك التي تسمى فقيرة ، هل من الممكن ان يقدّر سياسي او قل رجل دولة مثل مهاتير عاشقاً لنظام شمولي متلبساً به من قمة الراس الى اخمص القدم ” .
حسين الصدر