ديالى ـ الصباح الجديد:
كشفت مصادر محلية في محافظة ديالى عن لجوء تنظيم داعش في ناحيتي السعدية وجلولاء (شمال شرق بعقوبة) الى انتهاج اسلوب بيع جثث ضحاياه مقابل مبالغ مالية كبيرة تصل الى آلاف الدولارات عبر وسطاء محليون يتكفلون بمهمة متابعة تحديد المبالغ وطرق تسليم الجثث، فيما اعتبر مراقبون للشان الامني ان بيع الجثث اسلوب جديد ومورد مادي يستغله داعش لتعزيز قدراته في ادامة زخـم اعمتال العنـف.
وقال مصدر محلي مطلع طلب عـدم الاشارة الـى اسمـه لــ” الصباح الجديد” ان “تنظيم داعش عمـد خـلال الاسبوعين الماضيين الى بيع العديد من جثث من يجري اعدامهم سواء كانـوا مدنييـن او عناصر مرتبطة بفصائل مسلحة منافسة او منتسبي قـوى امنيـة في ناحيتي السعدية وجلولاء 70(كم شمال شرق بعقوبة) مقابل مبالغ ماليـة كبيرة تحدد قيمتها وفق شخصية ومكانة وهويـة الجثـة ومدى امكانية ذويـه في دفع الاموال للحصـول عليهـا”.
واضاف ان” وسطاء محليون لهم علاقات واسعة مع قيادات داعش تقوم بمهمة تحديد المبالغ وطرق تسليم الجثث لذويها لافتا الى تسليم 8 حالات خلال الاسبوع الماضي تم من خلالها استلام مبالغ مالية كبيرة من ذوي الضحايا مقابل استلام الجثث”.
من جانبه كشف مصدر مطلع آخر في ناحية جلولاء عن ” اعطاء اسرة قيادي في تنظيم النقشبندية مبلغ مالي يزيد عن 50 الف دولار امريكي يوم امس من اجل استلام جثته واثنين مـن معاونيه جرى اعدامهم اول امـس على يـد تنظيم داعش في اطراف ناحيـة السعدية “.
واضاف المصدر ان” وسيطاً محليً تكفل بمهمة ايصال الاموال واستلام الجثث واعادتها الى ذويها”، لافتا الى ان “داعش بدأ يجد في اسلوب بيع الجثث مورداً مادياً جيداً “.
الى ذلك عدَّ المراقب الأمني نعمان الدوري قيام داعش ببيع جثث ضحايا” امر ليس بالمستغرب على تنظيم اجرامي يستغل اي شي من اجل تحقيق اهدافه واجندته “.
واضاف الدوري ان” بيع الجثث ربما يكـون اسلوب اخر لتأمين الاموال للتنظيم مستغلا عواطف ذوي الضحايا والضغط عليهم من اجل الحصول على اموال طائلة قبل تسليم جثث من جرى قتلهـم او اعدامهـم”.
وشدد الدوري على” ضرورة ان تكون هناك سرعة في تطهير المناطق ومعاقبة قادة وعناصر التنظيم التي ارتكبت افعالا اجرامية كبيرة بحق المئات من الابرياء”.
واستبعد مصعب الشمري مراقب امني آخر ان” يلجأ تنظيم داعش الى هذا الاسلوب لأن التنظيم يمتلك الكثير من الموارد المالية في الوقت الحالي واصبح وفق تعبير الصحافة الغربية من اغنى المنظمات الارهابية في العالم”.
وتوقع الشمري ان” تكون وراء عمليات بيع الجثث عناصر مقربة من داعش تحاول استغلال عواطف ذوي الضحايا لتحقيق مكاسب مادية كبيرة” لافتا الى ان “التحقيق مع الوسطاء ربما يفتح ابواب الحقيقة عما يجري”.
الى ذلك أشار مصدر امني في بعقوبة الى ” وجود معلومات تتحدث عن بيع داعش جثث في ناحية جلولاء مقابل مبالغ مادية كبيرة”، لافتا الى ان “سوء الاوضاع الامنية هناك وعدم تعاون الاسر يعقد عملية التحقيق بالأمر بالوقت الحالي”.
واضاف المصدر وهو ضابط برتبة عقيد ان” داعش تنظيم ارهابي واجرامي لايتهاون في فعل اي شي من اجل الحصول على المال”، لافتا الى ان “هناك شبكة من الوسطاء تعمل مع التنظيم من اجل خلق تجارة رابحة تمول التنظيم بمبالغ مالية كبيرة”.