قال إن تحركاته ازدادت وهو يحضّر لعمليات أوسع في المناطق المتنازع عليها
السليمانية ـ عباس كاريزي:
اكد مسؤول رفيع المستوى في المناطق المتنازع عليها بين محافظة الموصل واربيل ارتفاع اعداد ارهابيي داعش، واعادة تنظيم صفوفه تحضيرا لاطلاق عمليات عسكرية واسعة ضد قوات الجيش العراقي والبيشمركة.
وقال احمد زاكه مسؤول مركز تنظيمات الاتحاد الوطني في قضاء كوير التابع لمحافظة الموصل، في تصريح للصباح الجديد، ان تحركات عناصر تنظيم داعش الارهابي باتت ملحوظة وهي تتركز في مناطق الجزيرة والقرى التابعة لناحية الكوير وقراج ونمرود.
وتابع زاكة ان تنظيم داعش منشغل باعادة تنظيم صفوفه الان وله تحركات دائمة ومستمرة في تلك المناطق، واردف انه لم ينفذ اية عمليات عسكرية في تلك المناطق التي يتحرك بها بمحافظة نينوى وصولا الى قضاء الحويجة وجبال حمرين، مشيرا الى ان اعداده ارتفعت خلال الفترة الاخيرة من 25 عنصرا ارهابيا الى اكثر من 150 وبات وجودهم وتحركاتهم امرا واقعاً يراه سكان القرى بنحو واضح.
وقال زاكة ان ارهابيي داعش يتحركون في مناطق التماس بين قوات الجيش والشرطة الاتحادية وقوات البيشمركة، في المناطق المتنازع عليها بنواحي النمرود وقراج وبعض القرى العربية والكردية المهجورة في قضائي مخمور والكوير.
وتابع، ان عشرات العائلات من سكان تلك المناطق من كرد وعرب وغيرهم من القوميات نزحوا عن قراهم تخوفا من ان ينفذ عناصر داعش عمليات عسكرية ضدهم، على غرار العمليات الارهابية التي استهدفت قرى الكاكئية في اطراف قضاء داقوق بمحافظة كركوك.
واضاف، ان قوات الجيش العراقي سحبت بعض وحداتها القتالية من تلك المناطق بعد انخفاض حدة التوتر بين قوات البيشمركة، عقب احداث 16 اكتوبر عام 2017، وان القوات المتبقية ليس لديها القدرة القتالية على تنفيذ عمليات هجومية في تلك المناطق.
وحذر زاكه من استعداد ارهابيي داعش لتنظيم صفوفهم والقيام بعمليات واسعة مع حلول شهر تشرين الاول المقبل لاحتلال بعض القرى والمناطق الرئيسة في المناطق المتنازع عليها، اذا لم تتدارك حكومتي الاقليم والحكومة الاتحادية ذلك وتقومان بتنفيذ عمليات عسكرية مشتركة لتطهير تلك المناطق من بقايا التنظيم الارهابي الذي يستعين بمقاتلين من جنسيات اجنبية. وكان تنظيم داعش الارهابي قد صعد في الاونة الاخيرة من حدة عملياته الارهابية في بعض النواحي والقرى التابعة لمحافظة كركوك وديالى والموصل، مستهدفا المدنيين وسكان القرى، من شتى القوميات والمذاهب، في مسعى لاحداث الفوضى واستهداف الامن والاستقرار.
قائد في جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، قال بدوره، إن هناك أطرافا وجهات سياسية تحاول استغلال الحوادث الأخيرة لتحقيق أهداف ومصالح خاصة بها، مبينا أن «داعش كتنظيم مسلح لم يعد يملك مقار ومواقع ودواوين، وان ما تبقى منه مجرد مجموعات محدودة جدا.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن الساعدي إنه «برغم محدودية هذه العناصر وعملياتها، إلا أنها تسعى لإحداث أكبر قدر من الصدمة بالشارع العراقي… حيث تركز هذه العناصر على تنفيذ عمليات خطف وقتل لمدنيين عزل من مناطق حدودية ونائية في أغلب الأوقات من أجل إيهام الناس بأن التنظيم مستمر وله وجوده».
الساعدي شدد في الوقت نفسه على أن «أي مراقب للمشهد العراقي يدرك أنه لا يمكن فصل الوضع السياسي بتجاذباته عن الوضع الأمني»، مشيرا إلى عدم استبعاده لجوء بعض الكيانات السياسية، وما يتبعها من فصائل للتضخيم من خطر داعش لتبرر استمرار تمسكها بالسلاح.
وكان تقرير لصحيفة «الأخبار» اللبنانية قد اوضح أن «دولة الخلافة» التي اسسها تنظيم داعش الارهابي في سوريا والعراق أصبحت جزءا من الماضي، واقتصر وجودها على بقع صغيرة في سوريا، كما في العراق، في وقت تبعت «دولة الخلافة» في أوج قوتها، خمسة وثلاثون ولاية تسعة عشر منها في العراق وسوريا، خسر معظمها في العام الأخير.
وأضاف التقرير، أنه وعلى امتداد السنوات الأربع من عمر احتلال داعش واعلان ما اسماه دولة الخلافة، دفعت البلدان تكاليف باهظة من دم ونزف اقتصادي وعسكري وديموغرافي.