إعداد – زينب الحسني:
أظهرت دراسة أميركية حديثة أن ارتفاع مستويات التعليم خلال مرحلة الطفولة، يقلل من معدلات الإصابة بمرض الخرف عند الكبر.
الدراسة أجراها باحثون من جامعة إنديانا الأميركية، وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الباحثون معدلات الإصابة بالخرف في ولاية إنديانا الأميركية خلال الفترة من 1992 إلى 2015.
ووجد الباحثون أن عدد حالات الخرف الجديدة لدى من شملتهم الدراسة انخفض على مدى العقدين الماضيين.
واكتشف الفريق أن ارتفاع مستويات التعليم، لاسيما بالنسبة لأولئك الذين نشأوا في المناطق الريفية ذات الدخل المنخفض، كان مرتبطاً بنحو كبير بانخفاض خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر عند الكبر.
الدكتورة، فاليري سميث جامبل، الباحثة المشاركة في الدراسة قالت: «يمكن أن يشكل التعليم المنخفض علامة على التأثيرات البيئية الضارة في مرحلة الطفولة مثل سوء استعمال العلاجات المنزلية، وسوء التغذية، وعدم الثقة في النظام الطبي».
وأضافت أن «التحصيل العلمي العالي يؤدي إلى تغيير هذه التأثيرات السلبية في مرحلة الطفولة من خلال إحداث تغيرات في أنماط الحياة مثل خيارات الغذاء الصحي وممارسة الرياضة، وزيادة الثقة في النظام الطبي».
وأشارت إلى أن «معدلات التشخيص المبكر للأمراض وتقديم العلاج المناسب ترتفع مع تحسن التحصيل العلمي والتوعية الصحية، وذلك يسهم في الوقاية من الأمراض وعلى رأسها الخرف».
ومرض الخرف هو حالة شديدة جداً من تأثر العقل بتقدم العمر، وهو مجموعة من الأمراض التي تسبب ضموراً في الدماغ.
ويعد الزهايمر أحد أشكاله، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة.
ويتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.
ارتفاع الكولسترول
وقال العلماء إن النسبة العالية من الكولسترول في الدم تمنع كبار السن من الإصابة بالخرف، وهو ما قد يكون مفتاح العثور على علاج للمرض.
فقد وجد العلماء في مدرسة «إيكان» للطب في مونت سيناي بنيويورك، أن كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن الـ85 عاما كانت وظائف الدماغ لديهم تعمل بنحو جيد مع زيادة الكولسترول منذ منتصف العمر، وهو ما يجعلهم أقل احتمالاً بنسبة 32% للإصابة بضعف الوظائف العقلية.
ويعترف العلماء أن هذه المفارقة جعلتهم في حيرة من أمرهم، اذ أن الكولسترول يعرف بأن له تأثيراً سيئا على الإدراك في سن الشيخوخة، لذلك فإن اكتشاف السر قد يؤدي إلى تطوير أو «دواء للخرف» في العالم، كما يدعي العلماء.
وقال المعد الرئيسي للبحث، البروفيسور جيريمي سيلفرمان: «نأمل في أن تتيح لنا نتائجنا تحديد الجينات أو العوامل الوقائية الأخرى للتدهور الإدراكي من خلال التركيز على الأشخاص الذين يعانون من اعتلال صحي من كبار السن»، وتابع قائلا إنه: «يجب أن يستهدف العلاج الأفراد من كبار السن والذين هم على دراية سليمة على الرغم من المخاطر العالية التي تسعى الدراسات البحثية للوصول من خلالها لعوامل وقائية، والتي يمكن أن تساعد في تحديد الأدوية والعلاجات في المستقبل لعلاج الخرف ومرض الزهايمر».
يقول البروفسور سيلفرمان، وهو طبيب نفسي في إيكان، ومشارك في البحث: «نتائجنا لها آثار مهمة للبحث عن العوامل الوراثية وغيرها من العوامل المرتبطة بالشيخوخة المعرفية كما أن البيانات تتفق مع نتائج أبحاثنا، حيث أنه من بين الأفراد الذين يعيشون فترة طويلة حتى سن الشيخوخة ويتمتعون بصحة إدراكية سليمة، وجد أن لديهم مستويات عالية من الكولسترول كما أنهم أكثر عرضة لامتلاك عوامل وقائية على عكس كبار السن الذين تنخفض لديهم مستويات الكولسترول»، كما أكد أن النتائج لا تعني أنه يجب على كبار السن زيادة نسبة الكوليسترول في الدم.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، بلغ عدد المصابين بالخرف حول العالم، في 2015، نحو 47.5 ملايين، وقد يرتفع بسرعة مع زيادة متوسط العمر وعدد كبار السن.