بغداد – وعد الشمري:
اكدت مصـادر مطلعـة أن الحكومة بانتظار موقف الادارة الاميركية على الرسالة التي بعثها محافظ الانبار أحمد الذيابي إلى واشنطن بشأن الوضع الامني غرب البلاد، موضحة أن سفارة واشنطن في بغداد وفندق الرشيد احتضنا خلال الاسبوع الماضي 3 اجتماعات بين مسؤولين عراقيين واميركان بهذا الخصوص، يأتي ذلك في وقت كشف لواء متقاعد عن استكمال القوات الامنية لطوقها على الفلوجة استعداداً لاقتحامها.
وقالت مصادر مطلعة إلى «الصباح الجديد» إن «محافظ الانبار أحمد الذيابي عقد منذ الاسبوع الماضي 3 اجتماعات مع الملحق العسكري الاميركي في بغداد للتباحث حول الوضع الامني غربي البلاد».
وتابعت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها أن «هذه اللقاءات كانت في السفارة الاميركية بالمنطقة الخضراء وفندق الرشيد، بحضور وموافقة الحكومة الاتحادية»، موضحاً ان «الذيابي ابلغ الملحق العسكري بخطورة الوضع في الانبار وعدم مقدرة القوات العراقية على استعادة زمام المبادرة وطلب مساعدة فورية للقضاء على تنظيم داعش».
وأكدت المصادر أن «الملحق العسكري دوّن ما طلبه محافظ الانبار، ووعد بنقل هذه المخاوف إلى الادارة الاميركية»، منوها أن «الجانب العراقي بانتظار رد البيت الابيض على طلباته».
وعن الوضع الميداني داخل المحافظة، ذكرت المصادر أن «داعش يحكم السيطرة على نحو 70% من المحافظة، ولم يبقَ أمامه سوى اجزاء من الرمادي وحديثة وعنه وراوة وكبيسة»، مشددة على أن «عناصر التنظيم يحشدون قواهم للسيطرة على حديثة من اجل الحصول على مصفى النفط هناك».
واستطردت أن «داعش لديهم نفوذ كامل على الطرق الرئيسة للانبار بما فيها الممرات الدولية حيث ينصبون يوميا سيطرات وهمية متنقلة ويجرون التحقيق مع المسافرين من الذين يقعون فريسة لهم ويقتلون العديد منهم».
وأشارت المصادر إلى أن «ابو مهند السويداوي، من أهالي الفلوجة وهو ضابط في الجيش السابق وعضو حالي في المجلس العسكري لداعش، سبق ان هرب من سجن ابو غريب في رمضان 2013، يتولى مهام التنظيم في المحافظة ولديه 2500 مقاتل ينتشرون على 3 قواطع؛ الرمادي، والفلوجة، وغرب الرمادي».
ونفت المصادر «تأثر مقاتلي داعش في الانبار بمعارك التنظيم في الموصل وصلاح الدين وديالى؛ لانه يعتمد اللامركزية في ادارة الجانب العسكري وان كل قاطع يعمل بمعزل عن القاطع الاخر».
من جانبه، افاد اللواء المتقاعد عبد الكريم خلف في حديث مع «الصباح الجديد» بأن «اللقاءات التي يعقدها محافظ الانبار مع الجانب الاميركي يجب ان تكون بموافقة الحكومة كي تتصف بالطبيعة القانونية»، لافتاً إلى أن «إدارة الملف الامني من مهام الحكومة الاتحادية ولا يجوز لاي محافظة الانفراد به».
وتابع خلف أن «المساعدة الاميركية تكون بموجب المادة الرابعة من الاتفاقية الامنية بين البلدين شريطة طلب الحكومة العراقية»، مضيفاً أن «الدعم الاميركي يجب أن ينصب في محورين وهما الجانب الجوي والعمليات الخاصة».
ونبه خلف إلى أنه «على الاميركان اما تعجيل تقديم الطائرات الى العراق وإما شن عمليات جوية تستهدف تجمعات المسلحين»، وزاد «وفي ملف العمليات الخاصة؛ فيجب أن تأتي المساعدة لجهاز مكافحة الارهاب ولواء الرد السريع اللذين فقدا العديد من طاقاتهما بعد المعارك الاخيرة»، محذراً أن «الوضع الامني غربي البلاد على المحك ولا يتحمل المزيد من الوقت».
ونفى اللواء المتقاعد سيطرة داعش على اغلب الانبار، وقال إن «القوات الامنية ومنذ الاسبوع الماضي طوقت الفلوجة من جميع الجهات وان الخناق يضيق على داعش»، مضيفاً أن «ثلاثة ارباع المحافظة تنتشر فيها قوات الشرطة».
لكنه عاد ليوضح أن «الشريط الحدودي يعاني من ضعف أمني لان (الفرقة الثانية/ حدود) غير موجودة وداعش يسيطر في الانبار بدءًا من القائم وصولا الى نقاط التماس مع الجانب السوري مستغلا وجوده في مناطق الحسكة ودير الزور».
وخلص خلف إلى أن «داعش ومنذ سيطرته على الموصل في العاشر من حزيران لم يتقدم على جبهة الانبار وإنما فقد العديد من المناطق التي كانت تحت نفوذه».
يذكر ان مدن الانبار ومنها الفلوجة والرمادي شهدت توترا امنيا خطيرا منذ ثمانية اشهر بعد اندلاع مواجهات مسلحة بين القوات الأمنية والعناصر المسلحة واتساع رقعة الهجمات لتشمل المناطق الغربية.