مهند الخيكاني
بعض الأسماء التي تعد نفسها مهمة ، تمارس ” نفخا ممنهجا ” على كل الشعراء الشبان في أعمارهم غالبا ، والمضحك ان هؤلاء هم أول من يسخر ويمتعض من تجارب الشعراء عندما تكون طرية أو غير معروفة ، لكنها بعد أن تصبح ناضجةً وتثبت وجودها وأحقيتها ، يجيء الشاعر الفلاني الكبير ليشيد بها ، وكأنه كان سببا في اعلائها وجعلهـا اسمـا مهمـا. وهذا ما يحدث كثيرا خلال المهرجانات التي يشار لها ب انها مهرجانات ” للشباب ” أو ” تحت سن الثلاثين ” .
ومن ناحية أخرى هناك تخطيط معد مسبقا لمثل هذا النوع من السلوك ، وهو ليس سلوكاً عفويا ، حيث انهم بعد أن انتهوا من مرحلةِ صناعةِ الأسم وأقصد به الأسم الشعري وما يتطلبه من نزاعات وصراعات على مستويات عدة ، خاضوا بها طويلا ، تحولوا اليوم الى النصف الثاني من المخطط الذي يمارسون معه ” الأبوّة ” وهي أبوة غير مستحقة جملة وتفصيلاً ، وليس لها أي مبررٍ أو صحة ، مع اعتراضنا على ” الابوة ” اجمالا
وهذا يصدر عن سببين :
الأول تعزيزا ل اسمائهم.
والثاني هو اهتزاز مكاناتِ البعض منهم، لذلك يحاولون جذب أكبر عدد ممكن حولهم.
المقـرف فـي هذا الأمر ان عملية الجذب هـذه تصـل الـى حدود لا عقلانيـة وغير منصفة ابـدا، لأنها في الحقيقة ذات جذور مشوهة، تهدف الى الكسب أولا لا الى النصـوع واثبـات أحقيـة الآخـر واظهاره بما يستحـق. كما ويتعـرض الشاعر الى شيء من العـزل والاضطهـاد عندما يكشف هذه الحقيقة، ويرفض أن يكـون ضمن هذه الدائرة.
وأقول للشعراء الذي يتعرضون لمثل هذه المواقف، أن الشاعر الحقيقي وصاحب المشروع الحقيقي لا يحتاج الى هلوسات ودعائيات ينطوي في مقابلها تحت ابط فلان وفلان، لأن الواقع اثبت لنـا ان الشاعر المحلق هو محلق دائمـا، سواء كان داخل المؤسسة أو خارجها، داخل دائرة فـلان وعـلان أو خارجها ، لذلك اذا كنت مجتهدا وشاعرا لا تدع أحـدا يربـت على كتفيـك ويأخذ من ضوئـك واستحقاقـك . فالشعـر مشـروع روحـي وشخصي، ولا يحتاج الى قيـادات عليـا ومليشيـات أدبية وثقافيـة، كل همها أن تتخذ من الحقيقين وقوداً لعرباتهم.
إذا كنتَ شاعرا حقيقيًا ستضيئ حتما مهما بلغت الظلمة.