الديمقراطي: أميركا وأوروبا تلزم الحياد بشأن مسألة الاستفتاء
السليمانية ـ عباس كاريزي:
يعقد الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير اجتماعاً مهمًا الاسبوع المقبل لتحديد مصير الاتفاق السياسي الموقع بينهما منذ قرابة العام الذي لم يدخل حيز التنفيذ، والعمل على صياغة تفاهمات مشتركة وتوحيد الرؤى باتجاه مسألة الاستفتاء ومستقبل العلاقة مع بغداد، بدورها قالت الجماعة الاسلامية ان اجراء مسألة الاستفتاء يحتاج الى برلمان فاعل ومؤثر يصدر قراراً لاجراء الاستفتاء.
قيادي في حركة التغيير رفض الكشف عن اسمه اعلن في تصريح للصباح الجديد، ان الاتفاق السياسي الذي وقع بين الجانبين لم يدخل حيز التنفيذ بنحو عملي لحد الآن نظرًا لوجود عراقيل ومعوقات عدة منها تعارض الاتفاق مع مصالح وهيمنة الحزب الديمقراطي على مؤسسات ومفاصل الاقليم.
ولم يخف القيادي استياء وتذمر عدد من اعضاء القيادة في حركة التغيير من التقارب بين الديمقراطي والاتحاد على حساب التغيير وتفردهما ببعض المسائل المصيرية، من دون العودة الى الشركاء، مشيراً الى ان التوجه السائد الآن لدى الهيئة العاملة واعضاء في المكتب السياسي للاتحاد لا يصب في خانة الابقاء على العلاقة وتمتينها بين الجانبين، واردف « اذا ما استمرت على هذا المنوال فأن مستقبل العلاقة بين الاتحاد والتغيير سيكون في خطر».
هذا واثرت حالة الانقسام والخلافات التي تعصف بالمكتب السياسي للاتحاد سلباً على شعبيته وتفاعله مع الجماهير، مراقبون عزوا ذلك الى ارتباط بعض من اجنحة وقيادات الاتحاد بمصالح تجارية ونشاطات مالية ضخمة مع مسؤولين وقيادات في الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني الذي تمكن من تحييد الاصوات المعارضة لادارته لحكومة ومؤسسات الاقليم بعد ان ادى فشل اتفاقه السياسي مع حركة التغيير والذي تشكلت بموجبه الكابينة الثامنة لحكومة الاقليم الى تعطيل البرلمان وطرد اربعة وزراء من الحكومة.
في غضون ذلك شكل اعضاء في المكتب السياسي والمجلس القيادي والمجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني تجمعاً لتفعيل اتفاق حزبهم السياسي مع حركة التغيير، كعامل ضغط على قيادة الحزب وارغامها على تنفيذ بنود الاتفاق السياسي الموقع مع حركة التغيير في 17-5-2016 .
هيمن هورامي القيادي في الحزب الديمقراطي الذي عين من قبل بارزاني مستشاراً في رئاسة اقليم كردستان، اشار من جانبه الى وجود حياد دولي ازاء الاستفتاء واستقلال في كردستان، مؤكداً أن الدولة الكردية المستقلة لاتشكل تهديداً لاحد.
وتابع هورامي في تصريح للموقع الرسمي لحزبه ان بارزاني تناول مسألة الاستفتاء والاستقلال مع كل الوفود والمسؤولين الدوليين الذين التقاهم ،لافتاً الى ان كل الذين التقاهم بارزاني لم يبدوا معارضتهم لهذا الطرح ، كما لم يبدوا تأييدهم، وقال هورامي « صمتهم مهم بالنسبة لنا كخطوة اولى».
وتابع «ان بارزاني خلال اجتماعاته مع قناصل الدول العربية والاجنبية وممثلي البعثات الدبلوماسة في اقليم كردستان، تم الحديث بصراحة و وضوح عن الاستفتاء ولم يبدِ أي من هؤلاء معارضة بلادهم لهذه الخطوة، بل طرحوا اسئلة من قبيل كيف سنحسم الامر قانونياً،هل سنعيد تفعيل البرلمان ام العملية ستجرى من دونه،وكيف سيكون شكل السؤال المطروح خلال الاستفتاء،أو الى اين وصلت المفاوضات بيننا وبين العراق .
وفي حين قال مسؤول مكتب العلاقات في الحزب الديمقراطي هوشيار سيويلي ان اغلب اعضاء المكتب السياسي للاتحاد الوطني ليسوا مع تفعيل عمل برلمان الاقليم قبل الاستفتاء، عد رئيس كتلة الجماعة الاسلامية في برلمان كردستان الحديث والاسراع في طرح وتبني مسألة الاستفتاء فشلا وافلاساً سياسياً للاطراف الكردستانية.
واضاف مروان كلالي في تصريح للصباح الجديد ان اجراء الاستفتاء في الاقليم يجب ان يسبقه تفعيل عمل البرلمان، الذي ينبغي ان يصدر قانوناً لاجراء الاستفتاء في الاقليم، عادًا الاسراع في تبني قضية الاستفتاء على هذه العجالة بمنزلة الافلاس السياسي.
واوضح كلالي ان اغلب القوى والاطراف السياسية ما عدا الحزب الديمقراطي تعارض الحديث عن مسألة الاستفتاء من دون اعادة تفعيل عمل برلمان الاقليم، مبيناً انه وفقاً للقوانين المرعية في كردستان فان مسألة الاستفتاء تحتاج الى اصدار قانون جديد من برلمان كردستان، الذي يجب ان يشرف على هذه العملية وليس غيره.
وقال ان الحديث عن اجراء الاستفتاء من دون تفعيل البرلمان مضيعة للوقت، وهي لعبة للتغطية على الجهات التي تسببت بتعطيل برلمان الاقليم، وتابع ان الحديث عن الاستفتاء يظهر عليه الكثير من التخبط والتسرع وهو ما يعكس افلاساً سياسياً للاطراف التي لم تتمكن من ان تكون في مستوى ثقة الشعب الذي منحها الثقة وفشلت في تحقيق 4% من الوعود الانتخابية التي قطعتها على نفسها.
وفي حين توقعت مصادر مطلعة أن يتوجه وفد كردي من إقليم كردستان إلى تركيا، لبحث موضوعة الاستفتاء، نشرت صحيفة تركية صورة لرئيس إلاقليم مسعود بارزاني، وهو يتباحث في أربيل، مع مسؤولين بارزين في الحكومة البريطانية، حول خريطة كبيرة للمنطقة، وعنونت خبرها: «خريطة جديدة ترسم».
صحيفة «مللي» التركية نشرت خبر اللقاء الذي جمع الرئيس بارزاني مع مسؤولين رفيعي المستوى في الخارجية البريطانية، الاربعاء الماضي في أربيل، قائلة أنه حضر اللقاء من الجانب البريطاني، كل من توبياس مارتن إلوود، وزير الدولة المسؤول في الخارجية البريطانية عن إفريقيا والشرق الأوسط، إلى جانب فرانك بيكر، السفير البريطاني في بغداد، وعدد من مستشاري وزارة الخارجية البريطانية، وركزت الصحيفة في خبرها على صورة نشرتها ويظهر فيها بارزاني مع المسؤولين البريطانيين، وهم يتباحثون حول خارطة كبيرة للمنطقة، وكتبت أن بريطانيا التي قسمت منطقة الشرق الأوسط خلال الحرب العالمية الأولى تسعى من جديد إلى إعادة تقسيم المنطقة، في إشارة إلى الحديث عن قيام الدولة الكردية المستقلة والدعم الغربي لها .