عيد المرأة.. فرصة للبناء الثقافي الملتزم

سلام مكي

يمثل عيد المرأة، تاريخا مؤثرا في مسيرة المرأة، وكيانها الروحي والجسدي، فهي التي تتولى مسؤولية جسيمة، وجليلة تتمثل بحمل المجتمع على أكتفها، دون ملل أو كلل، تساهم بما تستطيع وبما لا تستطيع، تحمل لواء البيت والعائلة والمجتمع وحتى الدولة. وجودها مكرس لأداء رسالة سامية، تسعى من خلالها لتثبيت دعائم الأمن والسلام والسكينة في المجتمع. نحن حين نتحدث عن المرأة وعيدها، إنما نستحضر تلك الأدوار البطولية التي قامت بها وتقوم بها المرأة اليوم، في جميع ميادين الحياة، في البيت والعمل والسوق والشارع.. هي ليست كائنا عاديا، بل تمثل مجموعة من القيم النبيلة، والأفكار السامية. المرأة كيان بنفس اسطوري، بما تحمله من تعاليم وقيم، لا يمكن لأي مجتمع أن يستمر بدونها.

ولأن المرأة عمود المجتمع، وسر وجوده، فلا ينبغي أن يمثلها نفر أو جماعة أو منظمة، فالمرأة لا بد أن يقف الجميع خلفها، ليدافع عنها من الجميع، ولعل العدو الأول للمرأة هي المرأة نفسها في بعض الأحيان، فما تبنيه في سنين، قد يأتي من يهدمه في لحظات. ومقابل تضحية كبيرة تقوم بها امرأة واحدة، لتذود عن أمة كاملة، تأتي من جانب آخر امرأة متجردة من القيم الانسانية والأخلاقية لتنسف فكرة تعيش في الأذهان عقودا طويلة.

لذلك، نرفض الفكر القائم على الثنائية الرجل/ المرأة. فلا يمكن لأي رجل مهما انتكست قيمه ومهما تراجعت لديه المبادئ وتلاشت القيم النبيلة عنده أن يكون عدوا للمرأة، أبدا. ولعل ممارسة معينة تقوم بها امرأة، تهوي بفكرة الدفاع عن المرأة الى أماكن لا نتقبل وجودها. إن العدو الأول والأخير للمرأة هو العادات والتقاليد السيئة، والأفكار البالية التي تنظر لها من منظور يتنافى مع القيم الدينية والأخلاقية التي نادت بها الأديان والقيم المثلى للمجتمعات. نحن اليوم، أحوج ما يكون للعقل والحكمة في التعامل مع المرأة، من حيث تفتيت الخطاب التحريضي والقائم على معاداة الرجل، أو جعله ندا للمرأة. نحن بحاجة الى جعل المرأة في مكانها الصحيح، لتبقى سراجا أبديا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة