بين كَفَتَينْ

ديار محمد علي

ما بالُكَ أيُّها المنسيُّ
بين مرأى ومسمع
تجوبُ الدجى….
لا تتحرى عن القمرِ
خلفَ مناديح الغيوم
لا يدَ في الليلِ
الأذرعُ التي تتقصى وجودَها
ترتدي من الدجنةِ أقنعةً
كي لا تطولني للمعونةِ يدين..
أيُّها المركونُ في زوايا النسيان
تيها
أيها المُتدلي
من سقفِ الوحشة
أيها المتعرشُ بسنواتِ الوحدةِ
الفاقعةِ…
خَوّان
يمتهنُ الزيفَ مُدَّعي النور
وقائلهِ
لا نجاة لكَ
من تَمسكنْ الأدعياءِ
وفخاخِهم

سمعتُ أمي تقول :
هكذا يفنى العظماءُ
سألتها وكيف؟
ففاضَتْ على مسمعيَّ
حقائقُ كنتُ أجهلَها:
كنتَ ضيًّا وضعهُ الليلُ
بينَ فكيهِ.
قصيدةً كُنتَ
لاقتْ من الإهمالِ ما صيرها
مغبرَّة داكنة.
كنتَ نجمًا
وربُ البيتِ غيمًا
فغارَ النور وزال
غيثًا كنتَ
مذْ رفعَ الوردُ
كفوفَهُ للسقيا
سطا الصيفُ عليه
متمردًا
كنتَ خبزًا
حتى تناسلَ الفقراءُ
من رحمِ البليةِ
بشراهةٍ
حلمًا كنتَ
في يقظةِ أحدِاهنِّ
فأوهموها بكذبةِ الأضغاث
عداكِ متيمتي
لم أعرفكِ إلا بغشٍ
فمذ عَلمتُكِ
أكوامُ الحزنِ تبدِّدُ شَملُها
ونارُ الشيبِ
أطفأها نَديُ عناقكِ
وأكبحَ جماحها
وألثمها

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة