مصممة الازياء المغتربة شيماء جمال: الموضة انتشرت في الغرب لكن لقاءها الثقافي مع الشرق أثر بشكل كبير على تطورها

حاورها: سمير خليل
يتوزع الابداع العراقي ويتنوع في مشرق الارض ومغربها، ونادرا ما تجد دولة أجنبية لا تضم مبدعا أو مبدعة من أرض الرافدين وجبالها، في المانيا تعمل فنانة تشكيلية شابة في مجال الازياء والموضة، ورغم صعوبة العمل بالموضة في البلدان الغربية لأنها مهد هذه الصنعة الا أن فنانتنا استطاعت أن تؤسس لها مكانا في الغربة بأزيائها واكسسواراتها الملونة بألوان الجبل كونها تنحدر من شمالنا الحبيب.
شيماء جمال باتت اسما معروفا بتصميماتها الملونة خاصة بين الجاليات في أوروبا وخاصة في المانيا حيث اختصت بتصاميم الازياء الكردية، ولم يقتصر عملها على تصميم الازياء في محل عملها فقط بل شاركت أزياؤها في مهرجانات وفعاليات تقام في المدن الاوربية، وكما تذكر، فإن آخر نشاط لها كان في دانهاخ بهولندا في مهرجان “رنگاله” حيث شاركت في عرض الازياء الكردية الفلكلورية ولها أيضا مشاركات كثيرة في عديد المهرجانات والايفنتات في كثير من الدول ، لكنها تعتز بالدعوة التي وصلتها خلال شهر آيار الماضي للحضور الى بغداد للمشاركة في مهرجان عشتار الدولي في الدار العراقية للأزياء العراقية في بغداد وتقول: كنت سعيدة جدا بهذه الدعوة التي اتاحت لي زيارة بلدي وعرض أزيائي، وإن شاء الله سنقيم خلال شهر آذار المقبل أكبر عرض ازياء بمناسبة عيد النوروز في مدينه كولن الألمانية، كذلك لدي عروض أزياء خلال شهر مايس المقبل في النمسا والسويد وأنا أعمل عليها حاليا”.
وعن اهتمامها بالأزياء الكوردية في أوروبا تجيب:
في الآونة الأخيرة ازداد عدد اللاجئين الكورد في أوربا ونحن الكورد متمسكون بزينا التراثي الكوردي، لذلك في الفترة الاخيرة ازدادت الطلبات على الزي الكوردي، كذلك من ضمن العارضات اللواتي يعملن معي هناك الكثير من العارضات الكورديات بالإضافة للعربيات و السويديات واليونانيات والاذربيجانيات والالمانيات والافريقيات جميعهن يعرضن الزي الكوردي بروح حلوة ويذكرون وهم سعداء بارتدائهن الازياء الكوردية التي تعني بنظرهن البهجة والفرحة وعندما نقدم الرقصة الكوردية يشاركن جميعا فيها”.
وتضيف: يتميز الزي الكوردي بالرقي فهو رمز البهجة والسعادة ويزيد من رقة المرأة وتختلط ألوان الزي الكوردي بألوان الطبيعة في الربيع لتزرع شتائل البهجة في عيون الناظرين وهذا الزي يروي قصصا من التاريخ الكوردي”.
*وكيف تعامل الاوربيون مع أزيائك؟
الموضة انتشرت وتطورت في الغرب الا ان الالتقاء الثقافي مع الشرق أثر بشكل كبير على زيادة تطورها ، الاوربيون بطبيعتهم أناس بسطاء وأرواحهم جميلة، لذلك وعكس المتوقع فأنا لم أواجه أي صعوبة معهم، بل بالعكس هم قدموا لي الكثير من المساعدة، ودعوتي لكثير من المهرجانات والملتقيات الاوربية لأعرض أزيائي الكوردية، وهم سعداء بعرض الألوان المبهجة والبراقة لأزيائنا، لان كل ما احتاج تقديمه هو عرض الأزياء الكوردية الفلكلورية مع دبكة كوردية وابتسامة جميلة، ونقدم جميع الألوان المبهجة للجمهور الغربي والشرقي وهذا الشي يسعدني جدا”.
وهل تقتصر تصميماتك على الزي الكوردي فقط؟ وهل شاركت بأزيائك في نشاطات أخرى؟
قدمت أزيائي الكوردية في كثير من المسرحيات والافلام السينمائية وآخر عمل قدمت فيه أزيائي كان في فيديو كليب كوردي، وفي العاصمة برلين وخلال معرض عالمي للسياحة، كان شرف كبير لي بأن أشارك أزيائي الكوردية مع فرقة أنكيدو المستوحاة من التراث الشعبي العراقي بقيادة الاخ الفنان مهند الهواز، مشاركتنا في هذا المعرض التراثي والذي استضاف 180 دولة وبحضور ما يقارب ال 16 ألف زائر، وجاءت مشاركتنا بلوحات فنية تراثية بالإضافة إلى عرض أزياء جميل وبألوان زاهية تتحدث عن رقي ملابس بلدنا من شماله، جنوبه، غربه وشرقه. وذلك وبفخر من ضمن الجناح العراقي للمعرض والذي مثل العراق بكل جهاته التراثية الراقية الجمال، انا لا اصمم الملابس الكوردية فقط، ولا أعمل بالأزياء مع الكورد فقط، بل أقدم أعمالي لكافة الفئات وحسب الطلب من الغربيين أو العرب أو الاتراك وأنا فخورة جدا بعملي لأنني استطعت أن أوصل أزيائي لكل دول العالم، وأسعدني جدا أنني قدمت أزيائي في بغداد واقليم كوردستان”.
بقي أن نعرف أن الفنانة شيماء جمال من مواليد مدينة خانقين تحمل شهادة البكالوريوس أكاديمية الملك فهد في ألمانيا، ولديها دبلوم من جامعة هولندا، وحاليا تعمل مدرّسة للغة في ألمانيا، وهي أيضا فنانة تشكيلية ولها مشاركات كثيرة في معارض للرسم في ألمانيا وشاركت في معرض مهرجان عشتار الدولي العشرون الذي اقيم في بغداد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة