سمير خليل
كل عمل انساني أو نشاط اجتماعي يتألف من حلقات متصلة، قوتّها التواصل واكمال الواحدة للأخريات، ربما هذا ينطبق بشكل جلي على الانشطة الابداعية والفنية خاصة، فالعمل الفني عادة ما يجذب الانظار ويثير الاعجاب لما يحمله من صفات جمالية تداعب الذائقة والوجدان، وهذا ما يجعله الأكثر متابعة بين الناس، وهذه المتابعة يعزّزها الترويج الاعلامي، فأكثر الأوساط التي يتحرك فيها الاعلام هو الوسط الفني.
ومن الطبيعي أن يكون هذا الاعلام حاضرا في كل النشاطات والفعاليات والمهرجانات الفنية، ولكون الصحافة الورقية تعتبر الأقدم بين وسائل الاعلام، فمن الطبيعي أن تكون حاضرة في هذه المهرجانات.
مع الاسف، هنا في العراق لا تنال الصحافة الاعلامية المكتوبة حقها، فالكثير من المهرجانات الفنية المتنوعة وخاصة المسرحية والسينمائية تنسى أو تتناسى دعوة المحررين الفنيين، وإذا كانت هناك دعوات فهذه عادة ما تكون محدودة على محرر أو اثنين، رغم عددهم الكبير، بل من رواد الصحافة الفنية أحيانا هم في طي النسيان.
ولكن وفي مبادرة وخطوة جيدة، فإن المهرجانات التي تقيمها نقابة الفنانين العراقيين أو دائرة السينما والمسرح يتم الاستعانة بعدد كبير من المحررين الفنيين لإصدار نشرة يومية للمهرجان على شكل مجلة وهذه المجلة او النشرة دائما ما تكون محط اعجاب الوفود الشقيقة والصديقة في المهرجانات الذين يقارنون بينها وبين شبيهاتها في المهرجانات العربية مثلا.
في حين إن أغلب المهرجانات المحلية في بغداد والمحافظات لا يتواجد فيها عدد كبير من محرري الاخبار الفنية في الصحف المحلية، في وقت تشهد فيه هذه المهرجانات أعدادا كبيرة من الضيوف.
منذ سنوات كانت هناك محاولة من بعض الزملاء لتشكيل رابطة للمحررين الفنيين في العراق تأخذ على عاتقها مهمة تنظيم وتنسيق عمل المحررين الفنيين وخاصة فيما يخص مرافقة الوفود الفنية خارج العراق ولكن هذا المشروع لم ير النور مع الاسف.
ويبقى المحرر الفني حلقة مهمة في حلقات العمل الابداعي فهو يحفر الصخر من أجل خبر أو موضوع فني كي يطّرز به صفحات الجريدة التي يعمل بها، وما يكتبه يبقى أرشيفا ودالة للفنان، ويدل ايضا على تطور وتنامي مكانة الفن في البلد.