أسماك الزينة.. إقبال متزايد من قبل العوائل العراقية

اعداد – سمير خليل:
الاهتمام بترتيب ونظافة البيوت من المهام الملقاة على عاتق الانسان، هذا الترتيب يتطلب مستلزمات كثيرة منها الاثاث والستار والفرش والكهربائيات والمطبخ بالإضافة لزينة وجمال المكان.
ويختلف الناس في طبيعة اختيارهم للزينة في منازلهم، فالبعض يفضل الزهور والنباتات والآخر يحب الطيور والثالث يهتم بأسماك الزينة، هذه المخلوقات الصغيرة التي تخالف منطق أن السمك للأكل فقط حيث أنها تشكل لوحة جمالية تختلف تماما عن تلك الوليمة التي تتوسط الأسماك حدودها.
أسماك الزينة تمثل علاقة مثالية بين الانسان والحيوان، فمن خلال هذه المخلوقات الصغيرة يتعلم الانسان كيف يتعامل برأفة كبيرة مع هذه المخلوقات وغيرها بالإضافة الا أنها تبهر الاطفال بألوانها وتجبرهم على التعامل برفق وهي ميزة يمكن ان تلازم الطفل بضرورة الرفق بالحيوان.
وتشهد العاصمة بغداد تزايدًا ملحوظًا في إقبال العوائل على تربية أسماك الزينة داخل منازلهم، حيث تبعث هذه الأسماك في الأحواض ألوانًا مبهجة وحركات غير منتظمة تجذب الأنظار وتمنح جوًا من الراحة والهدوء.
وتمارس العديد من العوائل البغدادية هواية تربية أسماك الزينة بتفانٍ واهتمام خاص، من خلال توفير بيئة مثالية للأسماك تشمل تغذيتها، تغيير مياه الأحواض بانتظام، واستخدام أجهزة تسخين لتدفئة المياه خلال فصل الشتاء، كما يتم وضع مصابيح فوق الأحواض لإضاءة البيئة المحيطة، ويشعر العديد من المربين بالمتعة والسعادة عند مشاهدة الأسماك وهي تسبح في الأحواض، حيث تعتبر هذه الهواية مصدراً للراحة النفسية في أوقات الفراغ.
انتشرت محلات بيع أسماك الزينة بشكل واسع في مختلف مناطق العاصمة بغداد، من المناطق الراقية إلى الشعبية، بعدما كانت محصورة في سوق “الغزل” وعدد محدود من الأماكن.
وتقدم هذه المحال أنواعًا متعددة من الأسماك بألوان وأحجام مختلفة، لاقت إقبالاً كبيرًا من المواطنين، سواء كانوا من الرجال أو النساء.
وأكثر ما يشيع المتعة والجمال في أسماك الزينة هو ألوانها المتعددة التي تريح الناظر، خاصة وأن بعض أنواع الأسماك متعددة الألوان، مما يجعل وجودها في الأحواض شيئا يشبه “الكرنفال”.
وتنوعت أنواع أسماك الزينة المتوفرة في الأسواق، ومن بينها الأسماك البرية التي تتميز بألوانها المتعددة التي تصل إلى 31 لونًا، حسبما يوضح حيدر كريم، صاحب محل لبيع أسماك الزينة في حي الجامعة.
ويضيف كريم، أن الأسماك تختلف في نوع الطعام الذي تتناوله، حيث يحتاج كل نوع إلى غذاء خاص به بالإضافة إلى الأحجار والألياف التي يتم وضعها داخل الأحواض.
وتعد الأسماك الملونة واحدة من أكثر الأنواع رواجًا، بينما توجد أنواع أخرى كـ”كولد فش” التي يقبل عليها المربون المبتدئون، وذلك لأنها تتحمل درجات الحرارة المختلفة.
ويشير كريم إلى أن بعض الأسماك يتم تلوينها صناعيًا، بينما يأتي البعض الآخر بشكل طبيعي ويستورد من تايلاند عبر تركيا.
تعتبر أسماك الزينة خياراً مفضلاً للكثيرين بدلاً من تربية الحيوانات الأليفة الأخرى مثل القطط والكلاب، إذ لا تسبب أي إزعاج أو مشاكل في تربيتها، كما أنها لا تحتاج إلى مساحة كبيرة في المنزل مقارنة بالحيوانات الأخرى، كما تقول زينب جبار، إحدى المربيات.
وتضيف جبار، أن الطعام الذي تتطلبه الأسماك لا يسبب تكاليف كبيرة مقارنة بالطعام الذي تحتاجه القطط والكلاب.
وتشير الدراسات النفسية إلى أن النظر إلى أسماك الزينة وتأمل حركاتها في الماء يساعد في تهدئة الأعصاب ويبعث الراحة النفسية.
ووفقًا للدكتور رحيم عبد الله، أستاذ العلوم التربوية والنفسية في الجامعة المستنصرية، فإن تربية الأسماك يمكن أن تساعد الأشخاص على التغلب على الضغوط النفسية التي قد يتعرضون لها، سواء في العمل أو في حياتهم اليومية.
ويؤكد الأطباء النفسيون، ومنهم أستاذ علم النفس في جامعة بغداد أحمد الذهبي، أن تربية أسماك الزينة تؤثر إيجابيًا على الصحة النفسية من خلال تقليل التوتر وتحسين انتظام دقات القلب ومستوى ضغط الدم.
كما أن الاعتناء بأحواض السمك يعزز الشعور بالاسترخاء ويقلل من أعراض الاكتئاب، فضلاً عن تأثيره في تخفيف مرض الزهايمر.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة