مبادرة حكومية رائعة تسهم بسد النقص في الأسواق
بغداد – الصباح الجديد:
باشرت الشركة العامة لموانئ العراق (احدى تشكيلات وزارة النقل) وبتوجيه مباشر من وزير النقل المهندس عبد الله لعيبي بتصنيع الكمامات الطبية في معمل خياطة الشركة، تحت إشراف الصحة لسد النقص الحاصل في الأسواق المحلية والمذاخر والصيدليات وتوزيعها على المواطنين مجانا.
واوضحت ادارة الشركة ان معمل الموانئ سيوفر هذه الكمامات مجاناً لعامة الناس وبمواصفات عالية الجودة حيث ستكون صناعتها بإشراف فريق صحي وبجهود كبيرة من أجل الاسهامات الفاعلة في الإنتاج لسد حاجة المواطنين.
كما بينت الشركة انها تسعى جاهدة لتلبية إحتياجات عامة الناس إيماناً منها بتوحيد المواقف لمواجهة المخاطر والشعور العالي بالمسؤولية تجاه أبناء الوطن.
الخبر مفرح بلا شك، لكنه يطرح تساؤلات عدة بشأن معامل الخياطة التابعة لبعض المنشآت الحكومية والتي تعطلت لسبب او اخر، فما الضير من ان تعاود عملها؟ في الأقل لتوفير الكمامات في الوقت الراهن، بعد ان قرأنا خبرا مفاده نفاذ الكمامات من الصيدليات بسبب اقبال عدد كبير من الناس على شرائها وبوقت قصير، اليس في تلك الخطوة مبادرة إنسانية تسهم في سد حاجة البلد من هذه المادة الضرورية، وأيضا إعادة تشغيل تلك المعامل، وتوفير فرص عمل بصورة ما لعدد من الشباب العاطلين.
ونستثمر هذا الأمر لنشير الى امر يتعلق بالبلاد لأنها تحوي متناقضات حادة اكثر من أي بلد اخر، تجلت تلك المتناقضات حتى في طبيعة التعامل مع فيروس كورونا اذ نجد الكثير من المواطنين، يتعاملون باستخفاف مع الأمر وكأنهم يخجلون من اعلان خوفهم منه، ولا يكتفون بذلك بل يسخرون ممن يرتدي الكمامة او القفاز، لكن بالمقابل هناك عدد منهم حرص منذ اعلان اول إصابة في العراق على اتخاذ التدابير الوقائية من لبس الكمامة والقفازات وغسل اليدين ..الى اخره من الارشادات التي أعلنت في اكثر من موقع على الانترنت.
ويبقى حب البلد يتجلى بعدة أمور، مهما يكن حجمها، والخطوة التي قامت بها الشركة العامة لموانئ العراق خير دليل على ان الخير بقلوب العراقيين أكبر من أي عنصر شر.