ما جرى ويجري في العراق من احداث واهوال يحتم على من يعيش فيه أن يعلن بصوت عال موقفه ومشاعره وكلما كانت درجة القربى من هذا الوطن حميمة كلما زاد الحب وانصهرت المشاعر مع عناوين الحب وفي مقدمتها ارض العراق ومن يعيش فوقها ..
حتى الذين فاروقك مخيرين أو مجبرين لاينفكون عنك لهم رباط بسرة العراق لن يخذلوك .. وحدهم الخونة والمتآمرون سيطعنونك وسيصمتون على الذي يجري وهم يدركون أن الصمت رضا ..! هذا النواح لم ينقطع والنائحات الثكالى في مناجاة ينظمن قصائد اللوعة على فراق الشهداء الذين تعاهدوا على الملتقى في أرض النجف فمنهم من قضى نحبه في الناصرية ومنهم من قضى نحبه في السنك ومنهم من قضى نحبه في الخلاني ومنهم من قضى نحبه هنا في النجف ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا ..
فهل جزاء الشهادة الخذلان ؟ ..منابر العالم تضج ببيانات التنديد والاستنكار وتوصيف ماجرى ويجري بالجريمة المروعة والمرعبة والمجزرة فيما يصمت رئيس الوزراء المدحور ووزراؤه ورئيس مجلس النواب واعضاؤه صمت القبور ويتحدث رئيس الجمهورية بخجل وينشر خبرا صحفيا بصيغة بيان يعلن فيه أن المجرمين خارجين عن القانون..!! ومن قال لك ياسيدي أننا في دولة القانون بعد هذه المجازر ؟
المؤلم أن الغريب يتعاطف وينحني للاحزان ويواسي ذوي الضحايا ويناشد من اجل وقف سفك الدماء ويطالب بالقبض على الجناة ومحاكمتهم على ما اقترفوه من جرائم فيما يغيب حتى التنديد والاستنكار من منابر عراقية تنتصب بيننا ولاتنتمي الينا ولايبالي اصحابها ولايهتم بالفاجعة الكبرى ..النوائب ترى ياوطني فيما من حسبناهم إخوة يتساقطون ويفشلون في اختبار الايمان ويتفرقون مثل فراق الناس عن الحسين الذي خرج داعيا للاصلاح فلم يجد ناصرا أو معينا فحاول استحضار قيم الانسانية وخاطبهم (أن لم يكن لكم دين وكنتم لاتخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم) وها هو العراق يستعيد امتحان الحرية في معركة يحتشد فيها الاحرار والحسينيون ويتوارى عنها المتحزبون والطائفيون فكم حسينا سيستشهد من اجل ان تنتصر الحرية مرة أخرى ..؟
د. علي شمخي