علي عبد العال
يريد تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام “داعش” العودة بالتاريخ للوراء؛ كبار فقهاء هذا التنظيم من الأقزام لا يعرفون قوانين الطبيعة ولا قوانين التاريخ ولا قوانين الإسلام ذاتها. التاريخ لا يعود للوراء. التاريخ يتقدم نحو الأمام دوما بحساب الوقت والعلم والمعرفة ونواميس الطبيعة والزمن. أجندتهم محض سياسية مستهلكة تتلخص بالتخريب والتدمير، وما هم سوى بيادق متوحشة يتحكم بها صناع القرار ممن يخافون المستقبل القادم من دول الخليج. هم أقوياء الآن في هذ المفصل الضعيف والمهادن من التاريخ. لكنهم ضعفاء ومن دون أفق في مجريات المستقبل. سوف يذكرهم التاريخ كمجرمين وعصابات مأجورة وشباب مغرر بهم من قبل دول خائفة وأجهزة مخابرات عالمية لإثارة الرعب والتوتر في المناطق الحساسة من العالم وعلى الأخص منها الدول الشرق أوسطية المتخمة بالنفط ومصادر الثروات على الصعيد العالمي.
من حسن الأقدار أن النبي الكريم محمد بن عبد الله “ص” ختم الرسالات السماوية على يده، وإلا لظهر علينا اليوم الكثير من الذين يدعون النبوة من صفوف القاعدة وأذنابها من تنظيمات هامشية تقاتل من أجل الموت فقط لنيل حور العين بالجنة الموعودة بعد أن فقدوا حرياتهم وعيشهم الكريم في أوطانهم. المنهجية المتبعة من قبل رجال الدين الدجالين وفتاويهم المخصصة لخدمة أجندة غريبة عن الإسلام ومعادية للدين ولأوطانهم بالدرجة الأولى هي محض خرافات بعيدة عن الدين وعن الأخلاق وعن القيم التي يمتثل لها غالبية المسلمين. ليس القتل العشوائي المجرم والتصفيات الجماعية من شيّم الإسلام والمسلمين. أولئك بحق أعداء الدين الإسلامي بل وجميع الأديان التوحيدية على الأرض. تقف هذه التنظيمات المتعصبة بغباء مطلق أمام طريق مسدود فكريا ومنهجيا. إنهم مجرد إلعوبة بيد أجهزة مخابرات خبيثة غربية وشرقية، لكن وسيلة إيضاح هذا الواقع لهم تُعد الآن شبه مستحيلة وسط هذا العماء المطبق. سوف يأتي الوقت الذي يكتشف فيه اولئك الشباب المغرر بهم وزجهم بأتون الحروب المجانية ضد بلدانهم، بل وضد عائلاتهم وعالمهم المسالم البريء مستوى الكذب والخيانات الكبرى للدين وللمجتمع والأوطان.
هذه الشراذم من العصابات والقتلة المأجورين المنتهكين لجميع الحرمات البشرية والإنسانية لا تستطيع بناء دول أو حتى مجرد إدارة جوامع وبيوت عبادة. القضاء والمجتمع المدني المتحضر وأجهزة الدولة الأمنية هي الأدوات الأولى بهم حاضرا ومستقبلا. وسيلتهم للنيل من الناس الأبرياء عن طريق الذبح والقتل والترويع هو طريقهم المؤكد نحو الهلاك المحتوم. أفقهم مسدود وعالمهم ضّيق ومحدود وظاهرتهم الشاذة في طريقها نحو الخمود