أعداء الديمقراطية.. أعداء الإنسانية

علي عبد العال
يحارب تنظيم القاعدة بكل ضراوة وشراسة جميع التجارب الديمقراطية في المنطقة العربية خصوصا، والعالمية بشكل عام. هذا التنظيم الظلامي الشرير الذي لا يمت بصلة جوهرية للدين الإسلامي الحنيف حسب فتاوى الكثير من العلماء والفقهاء الإسلاميين، وما هو بحقيقته التي أفرزها الواقع سوى تنظيم إرهابي عابر للقارات والحدود يعتمد على جهل الشباب بالدين وبعض فتاوى الشيوخ المأجورين واللاهثين خلف المال والسلطة. هذا ينطبق على جميع فروع وأذناب هذا التنظيم الذي شوه الدين الإسلامي أبشع تشويه عبر الجرائم الفظيعة بحق الأبرياء ومؤسسات الدول من دمار وتقتيل وذبح بغض النظر عن هوية المقتولين ذبحا وتفجيرا عشوائيا في دور العبادة المختلفة والأسواق الشعبية العامة والأحياء المدنية المسالمة.
وقف هذا التنظيم الشيطاني الشرير ضد التجربة الديموقراطية منذ ولادتها بالعراق الجديد بعد سقوط النظام الديكتاتوري مباشرة، بل وقبل سقوطه بقليل عندما عقد النظام المقبور صفقته مع هذا التنظيم بتدبير بين المجرم طه الجزراوي والمجرم أبو مصعب الزرقاوي الأردني الذي عاث فسادا بالعراق وشعبه وسواهم من القتلة والمجرمين المأجورين.
صمدت التجربة الديمقراطية العراقية الوليدة بوجه هذا العدو الهمجي، فكان على قياداته العليا توجيه بوصلتها ضد النظام السوري الذي كان يُعتقد أنه من الهشاشة بحيث يتهاوى بأول الضربات كما حدث بتونس وليبيا ومصر، مع الفارق الذي يميز مصر عن الدول المجاورة لها. خطأ النظام السوري الاستراتيجي آنذاك تمثل بدعم هذه العصابات الإرهابية في العراق لظنه أنها تقف ضد الأميركان. وقد ثبت بطلان هذا الزعم. منذ ثلاثة أعوام وحتى اليوم دفعت سوريا الأثمان الباهضة من الخراب والدماء والخسائر البشرية الفادحة بالحرب ضد تنظيم القاعدة وأذنابه. ونرى اليوم أن سوريا تنتصر بفضل عزيمة شعبها الحضاري وجيشها الباسل الذي ألحق الهزائم الواحدة تلو الأخرى بهذا الوحش الشرس القابع بالجحور وغرف العمليات السرية في العواصم العربية والإقليمية كأسرائيل وتركيا وبعض العواصم الغربية. هذه العصابات تحارب التوجه الديموقراطي في سوريا والعراق ومصر وليبيا بضراوة. مرت في التاريخ البشري الكثير من أمثال هذه العصابات الإجرامية لكن الشعوب دحرتها بالرغم من شراستها وعدوانيتها الهمجية. هزمتها الشعوب بالعلم والتقدم والخيار الديمقراطي الذي نالته بجدارة عبر تضحياتها الكبيرة والجسيمة. إرادة الشعوب الحية تنتصر بالنتيجة على هذه الزمر الخارجة عن القانون وعن الدين وعن الأخلاق البشرية السوية. العراق يتقدم نحو الأمام على هذا الصراط القويم، ومعه تتقدم مصر وسوريا والأمل يشمل جميع الشعوب.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة