متابعة ـ الصباح الجديد:
ترأس وزير العمل والشؤون الاجتماعية نصار الربيعي وفد العراق للمشاركة في اعمال مؤتمر دول حركة عدم الانحياز ضمن انعقاد مؤتمر العمل الدولي في جنيف .
والقى الوزير كلمة عبر فيها عن تمنيات شعب وحكومة ألعراق للمشاركين في المؤتمر ، معربا عن امله أن تثمر هذه الاجتماعات المهمة لمنظمة دول عدم الانحياز التي تعقد في ظروف دولية بالغة التعقيد .
وقال الوزير أن منظمة دول عدم الانحياز مازالت تحظى باهتمام دولي كبير لدورها في توازن القوى وتحقيق الأمن والسلم المجتمعيين ، مشيرا الى ان هذه المنظمة مازالت تمتلك مقومات بقائها وفاعلية استمرارها وعوامل نهضتها وتطورها في الظروف الدقيقة الحاضرة ، وأن دول منظمتنا قد أحرزت تقدما» ملحوظا» في ميادين الاقتصاد والسياسة والاجتماع ، وأرتقى ألبعض منها سلم الأولوية في النمو الاقتصادي والانتعاش .
واوضح ان العراق بصفته عضوا في هذه ألمنظمة ، فأنه يؤيد بقوة محتوى بيان وزراء عمل منظمة دول عدم الانحياز والدعوة الى اعادة هيكلة منظمة العمل الدولية وتعديل نظامها الأساسي لتحقيق التكافؤ والتوازن في الفرص والمسؤوليات على جميع مستويات عمل منظمة العمل الدولية ، مشددا على ان يكون التمثيل متساويا» من قبل جميع الدول ومنها الدول النامية بشكل خاص اضافة الى ضرورة حيادية لجنة الخبراء واعتماد المعلومات من مصادرها الموثوقة كي يتسم الحوار بشفافية وتوازن وهذا ما تفتقر اليه منظمة العمل الدولية.
وقال انه لا يخفى ان اغلب دولنا تعاني اختلالا» في سوق العمل ، فهناك اسواق مصدرة وأخرى مستقبلة لقوة العمل ولذلك فأن موضوع الهجرة غير ألشرعية تشغل بال الكثير من هذه الدول ومنها العراق الذي يستقبل عمالة وافدة تحت عنوان السياحة الدينية وغيرها. واضاف ان ما يخص الأزمة المالية العالمية فاننا نشجع عمل السياسات التي تعالج او تخفف من اثارها الا أن الانتعاش الأقتصادي وتطوير سياسات العمالة الكاملة هي وليدة التوسع بالاستثمارات الوطنية والعالمية لخلق فرص عمل لائقة وكريمة تستهدف التقليل من بطالة الشباب .
ويصح القول أن النمو الاقتصادي مؤشر ايجابي وينم عن سياسة رشيدة الا ان الدول النامية بها حاجة كبيرة الى دمجه بالبعد الاجتماعي الذي يكتسب اهمية خاصة للتقليل من الفقر والتهميش والاستبعاد ، كما ان برامج منظمة العمل الدولية وسياساتها تمثل اطارا» عاما» لخططنا ونشاطاتنا ولكن مراعاة الخصوصية ألوطنية تبقى عاملا» مهما» في تطوير مجتمعاتنا النامية حسب الظروف الموضوعية وندرك أهمية التواصل بين دول منظمتنا ومد جسور التعاون في المجالات الفنية من برامج عمل ودعم لوجستي وحوار فعال سيعزز الحضور الدولي الفاعل في الدورة 103 لمؤتمر العمل الدولي .
وكان وزير العمل قد ترأس الوفد العراقي المشارك في اجتماعات دول آسيا والباسفيك الذي اختتم اعماله في جنيف مؤخرا.
وقال الوزير ان عقلية الرأسمالية عقلية ربحية وبالتالي فان هذه العقلية لاعلاقة لها بالشرعية والعمل اللائق لذلك اصبحت الهجرة غير الشرعية من اخطر المشكلات التي تهدد العمال المهاجرين ، فالشرعية تعني ضمان حقوق العمال وتوفير بيئة عمل لائقة ، واذا وصف عالمنا في بداية العولمة في تسعينيات القرن الماضي بانه عبارة عن قرية صغيرة اصبحت الدول في مجتمعنا الدولي المعولم بسبب الثورة المعلوماتية وثورة الاتصالات عبارة عن متاجر لتبادل السلع والدولة بحد ذاتها عبارة عن دكاكين.
واوضح الوزير اننا لكي نخلق بيئة قانونية سليمة وملزمة للعمل اللائق والحد من الهجرة غير الشرعية نقترح مثلما اقترحنا في كلمتنا في الاجتماع الاقليمي الخامس عشر لدول آسيا والمحيط الهادي في كيوتو اليابانية اواخر عام 2011 بأن نرتقي بتوصية فيلاديفيا عام 1944 والتي عدت بأن العامل ليس سلعة خاضعة للعرض والطلب الى مستوى اتفاقية دولية متعددة الاطراف وملزمة تتبناها المنظمة الدولية ILO لان كل الدول مثل ما قلنا ممثلة فيها.