سها الشيخلي
مواصفات رئيس الوزراء المقبل كما يريده الشارع العراقي قد لا تبدو مستحيلة للوهلة الاولى ، لان المنطق يحتم في البداية ان يكون هذا الرئيس ( حكيماً ) بعيداً عن التهور او الكيل بمكيالين ، والاهم من كل ذلك ان لا يركز على الطائفية التي جرت البلاد الى الدمار ، وان يضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار مهما حدث ، وان يتخلى عن المصالح الشخصية والفئوية والعشائرية والمناطقية ، فالوطن فوق الجميع وفوق اي اعتبارمهما رآه ذلك الرئيس ضروريا ، مثل هذا الرئيس عليه ان يكون ابن هذا الوطن فكل المواطنين هم اهله واقار به وان لا يعمد الى تحصين نفسه بمجموعة من الاقارب ، فمهما كان عادلا سوف ينحاز سواء ارتضى ام لم يرتض الى اهله وعشيرته ، والتاريخ يذكرنا بالخليفة الراشد عثمان بن عفان (رض) والذي كان من اغنياء قريش وكيف استعان باهله واقاربه في الحكم ، وكيف عد الجميع ان ذلك من اهم المثالب التي تعرض لها الخليفة وكيف كانت احد اسباب قتله ، وبرغم كل ما فعله من مكاسب للدولة الاسلامية الفتية ، الا ان خطأه في الاعتماد على الاهل والاقارب قد قاده الى نزاعات كبيرة وبداية لانقسام المسلمين ، والتاريخ يشهد بعد ذلك وفي كل العهود كيف قاد الانحياز الى الاهل والاقارب في اشعال الفتنة في بلاد اعتمد الحاكم فيها على هذا الا سلوب ، والاهم والابرز في صفات الرئيس المقبل ان يكون عادلا ، ومن ابرز صفات العدالة ان يساوي بين جميع ابناء الوطن من دون الاعتماد على الطائفية المقيتة التي جرتنا الى المحاصصة، وان يضع نصب عينيه مقولة لابد من الركون اليها وهي ( الشخص المناسب في المكان المناسب ) حتى لو كان هذا الشخص ابنه او اخاه فلو استطاع ان يوفق في ذلك فسوف لن ينشغل في متابعة ذلك الشخص لسبب واحد هو ان ذلك الشخص على دراية تامة بالمكان الذي يشغله ، وبالتالي سوف يكسب رضا الجميع وقبلهم رضا الله سبحانه .
ومن هواجسي كامرأة فانا اشفق على الرئيس المقبل مهما كان اسمه لانه سوف يجد ازمات عديدة في طريقه ، لها اول وليس لها آخر ، واكبر تلك الازمات هي ازمة ( الفقر ) التي خلفت لنا الجهل وتصاعد وتيرة الارهاب ، والفقر هو السبب في تردي احوال البلد واساس كل الازمات العديدة التي نرفل بها .