بغداد ـ الصباح الجديد:
قبل أن تستكمل جولتك في معرض الفنان العراقي سنان حسين، الذي أقيم أخيرا في غاليري بوشهري، ستدرك ربما لماذا اختار للوحاته خامة الاكريليك، وما تتميز به من سرعة الجفاف. انها اللون والخط الوحشي المفاجىء الذي يجمع بين سمات سوريالية وعبث طفولي ومسخي بالشخوص، لكن بحس تعبيري قوي.
اختزال الشخوص وملامحها لا يطفئ قدرتها الرمزية. الحفاء كأنه فضيحة ما في خاتمة الرداء الرسمي. غياب الأذرع كانه قيد إضافي غير معلن للجسد المحبوس في ردائه. التعبير الحالم لحركة الوجوه المائلة يتناقض بشكل بهلواني مع الألوان والرموز. الرجل والمرأة يواجهانك في صورة عرس، المرأة تحمل اطارا داخله صورة أخرى لكنها لحيوان، الأطفال أشباه مهرجين، عالم ضاحك وأسيان، سارح ومقيد، ألوانه المضروبة كأنما على عجل تبقي الكائنات ناقصة وكأنها خرجت توا من حلم وانطلقت لتستكمله في الواقع.
صحيح عناوين اللوحات التشكيلية لا يشترط دائما أن تكون على صلة مباشرة بموضوعها، لكنك حين تقرأ عنوان لوحة «هكذا أخبرتني المدنية»، بعد أن تكون قد تتطلعت إلى اللوحة أعلى العنوان، سوف تدرك المفارقة الساخرة ضمنا، فالمدينة حافلة بالأساطير، والزمن فيها دائري. لا مكان واضحا لكن أدوارا يقوم بها الإنسان طفلا أو شخصا ناضجا. مع هذا تستبطن سخرية حسين برأي، أو فكاهته، تعاطفا ملموسا مع ما تسخر منه.. هذه حياتنا إذاً.يقول الفنان يحيى سويلم في تقديمه لمعرض سنان حسين «تزخر لوحاته بحشد لذكريات عديدة، وشحنة تعبيرية لأفكار وعواطف، لعلاقات المحبين والعاشقين ولدائرة هموم الأسرة من شد وجزر وحميمية التمسك بشرقية الأسرة».
ويتابع سويلم: «في استغراقه لخصوصيته الذاتية وبحثه عن ملامحه الأسلوبية وهويته، تمتد مناخات لوحاته لتشمل تلك الحالات السريالية المعاصرة، وأعطت له مشروعية للتحولات الغرائبية والمسخية، بمبرر البحث عن العالم الجواني المبهم، وعلاقته مع الأليف من الطيور والحيوان، وكما تعرفه ذاكرته التراثية لبابل وأشور ومصر القديمة».
يذكر أن سنان حسين عضو جمعية الفنانين العراقيين وعضو نقابة التشكيليين العراقيين، تخرج في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، وأقام العديد من المعارض الشخصية، كما شارك في معارض جماعية ونال جائزة بينالي الخرافي الدولي الثالث للفن العربي المعاصر- الكويت 2008.