عامر القيسي*
في بلاد ألس العراقية الغاز لا حصر لها «تسطر» الأذكياء قبل الأغبياء وتحيّر المواطن الاعتيادي والسياسي «الفطحل» معاً .. و»يدوّخ» الجميع في البحث عن الحلول قبل الأسباب ما دام اللغز واقع حال !
ألغازنا درامية الشكل والمضمون لأنها ليست للتسلية وحلولها تتعلق بمصالح ملايين الناس والإجتهاد الخاطيء بها مكلف الى مستويات أثمانها البالغة وهي أثمان من دم ودموع ..
أزمة الأنبار .. بإمكاني من دون عنتريات وتحديات ان أزعم انها لغز من ألغازنا العصية على الحل حتى الآن والحقيقة الوحيدة فيها هي وجود قوى إرهابية .. واللغز في إندلاعها ونتائجها المقبلة !!
وأزعم، من باب التباهي، ان الموازنة لعز آخر في حياتنا السياسية وليس الإقتصادية لأن الأولى هي الغالبة على أهمية الثانية ..!!
وأزعم متأكداً ان الغرق القادم الى بغداد لغزاً سياسياً وليس فنياً يتعلق بمياه فائضة أو بوابات تغلق أو تفتح حسب المزاج السياسي وضغوطاته والنتائج المتواخاة منه أو بسبب مجموعة كلاب تتحكم بحياة ملايين الناس بيدها بوابات سدة الفلوجة، ان صح الكلام ..!!
وأزعم أننا أمام نمط من السياسيين بشتى توصيفاتهم، يحبون لعبة الألغاز هذه، رغم معرفتهم بالأثمان الباهضة لنتائج الألعاب الإلكترونية السياسية التي يمارسومها، والغازهم متنوعة كما جلودهم، فمنهم من لبس جلود كل الأحزاب والأفكار من زمن البعث حتى زمن الإبتعاث ليغرقوا حياتنا ويسممونها بالألغاز..!!
أسئلة من لغز الغرق القادم لبغداد ..
لماذا الصمت؟ لماذا التفرج؟ لماذا تسييس غرق الأقرب الى بغداد العاصمة التي يتغنى بها الجميع؟ ولو فعلتها داعش ومن لف لفها فهل تتفرج الحكومة حتى تغرق العاصمة (محطة كهرباء أبو غريب تحت سيطرة مياه الفيضان بالكامل) .. ولغز العجز الناجز سيكون دعوة «النخوة» من بلاد الله لإنقاذ العباد بعد لغز البلاد .. لماذا نتفرج ونكتفي يغرفة عمليات في الوقت الضائع وإعلان مناطق الغرق منكوبة ؟
«إنحلت» يا جماعة الخير .. غرفة وبيان .. من يحل هذا اللغز ؟
منظر الغرق ليس للتسلية، انه ناقوس خطر حقيقي, وهو ناقوس غرق سياسي قبل ان يكون فنياً، والمعالجة ان تشكل غرفة عمليات ليس لإنقاذ محيط بغداد من الغرق وانما لإنقاذ العملية السياسية برمتها، فإما أن تغرق أو تصل الى شواطيء الأمان !!
كيف سنميز بين لغزين, الغرق الفني والغرق السياسي ؟
أستطيع ان أجزم من باب الفهم «الزايد» عن اللزوم، ان غرقنا سياسي وأننا أمام نخبة لا تستحق اللقب ولم تعد قادرة على حل أربطة العنق وليس حل الأزمات التي يخترعونها أو تقض مضاجعنا بسبب غفلتهم ولا نقول أكثر !
هنا يكمن اللغز الذي تتفرع منه ألغاز الأنبار والفيضان والأمن المتدهور وعودة ظاهرة الجثث المجهولة في أحياء بغداد المهددة بالغرق والموازنة المعلقة على شماعات البرلمان وفشل المصالحات الوطنية على تعدد مؤتمراتها .. وو ..
من يفك شيفرة هذا اللغز ؟ الإنتخابات ونتائجها ,, ربما .. ننتظر ونرى كالعادة !!