علاقات النجوم بالزعماء.. بين الصداقة والمصلحة!

بيروت ـ وكالات:

تثير علاقات نجوم الفن بأهل الحكم جدلاً واسعاً، ويتناقلها الناس بكثير من الانتقاد أحياناً، ويحرص عدد كبير من النجوم على إخفاء علاقاتهم بأهل السلطة. إلا أنّها سرعان ما تظهر إلى العلن بطريقة أو بأخرى. تنشر أحياناً صور للنجوم مع الحكّام والزعماء العرب، ويثار الجدل حول ماهية هذه العلاقة وسرها. وحين تكون الفنانة امرأة، يربطها بعضهم أحياناً بعلاقة عاطفية مع السياسي، في حين تعرَّف العلاقة بين الفنان الرجل والزعيم بأنّها صداقة.

أشهر علاقة عاطفية جمعت بين زعيم وفنانة كانت بين الرئيس الأميركي الراحل جون كنيدي والممثلة الشهيرة مارلين مونرو. التقاها للمرة الأولى في حفل قدّمت فيه أغنية في مناسبة عيد ميلاده ونسجت الكثير من الأخبار حول هذه العلاقة. أيضاً هناك علاقة غريس كيلي والأمير رينيه التي توِّجت بالزواج واعتزال كيلي الفن.

أما في العالم العربي، فتختلف علاقات نجوم الفن بالسلطة بين الصداقة والمصلحة والحب والإعجاب. ولعل أكثر فنانة كانت تربطها علاقة صداقة واحترام بالزعماء العرب هي أم كلثوم التي كانت تحظى بإعجاب ومحبة الزعماء والملوك. كان هؤلاء يسعون لاستقبالها عندما تزور بلدانهم ويكرّمونها على أعلى المستويات.

“كوكب الشرق” التي نافست بفنها سلطة الحكام وحظيت بشعبية تنافس شعبية الزعماء والملوك، ربطتها صداقة بالزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر. كان الأخير يواظب على حضور حفلاتها وقدمت عدداً من الأغنيات للثورة. لكن وفق ما ذكرت، فإنّ أكثر أغنيتين تؤثران بها هما “يا جمال يا مثال الوطنية” و”قم” التي قدمتها عقب النكسة.

ومن الأخبار التي تروى أنّه بعد أيام على “ثورة يوليو”، لاحظ عبد الناصر أنّ الإذاعة المصرية لم تبثّ أي أغنية لأم كلثوم، فاستدعى رئيس الإذاعة وسأله: “مرت أيام لم تبثّ فيها الإذاعة أي أغنية لأم كلثوم. لماذا؟”، فرد: “يا افندم دي من العهد القديم”. صمت عبد الناصر برهة وقال له: “ما رأيك أن تهدموا الهرم الأكبر لأنّه من العهد القديم؟! أم كلثوم هي الهرم الرابع”.

أيضاً، ارتبط عبد الحليم بعلاقة وطيدة مع الزعيم جمال عبد الناصر. كان العندليب الأسمر مطرب الثورة، ما جعل النقاد يتهامسون بأنّ عبد الناصر تبنى عبد الحليم الذي غنى له “يا جمال يا حبيب الملايين”، وغنى للسد العالي وظل دائماً يمتدح الثورة في أغانيه.

وبعيداً عن ذلك، ربطت الصداقة بين الملك المغربي الراحل الملك الحسن الثاني وعبد الحليم. كانت البداية عندما بعث إليه العاهل الراحل برقية جاء فيها: “إلى العندليب. إلى صوت العرب. يسعدنا أن نلتف حول صوتك المليء بالشجن، والعامر بالألحان في حفل غنائي تقيمه المملكة المغربية”. لبى عبد الحليم الدعوة، فغنى “يا ليالي العيد”.

وتكرّر حضور العندليب إلى المغرب حتى صار وجوده ضرورياً في كل الأعياد الوطنية، مثل أعياد العرش وأعياد الشباب. لذلك عايش عبد الحليم أفراح المغرب والملك الحسن الثاني لسنوات عدة. وتوطدت الصداقة بينهما، وخصوصاً أنّ الملك الحسن الثاني كان محبّاً للموسيقى.

وإذا كانت هذه العلاقات السابقة ارتكزت على إعجاب الزعيم بالفنان، الا أنّ الكثير من العلاقات التي جمعت بين أسماء فنية ورؤساء كانت تثير الشبهة والانتقاد وخصوصاً علاقات الفنانات بالزعماء وأبنائهم وأقاربهم. ينطبق ذلك على العلاقة التي أدّت إلى انتشار أخبار عن زواج الرئيس المصري السابق حسني مبارك والممثلة ايمان الطوخي. قيل إنّه عندما علمت سوزان مبارك بذلك، حاربت الطوخي ومنعت ظهورها على الشاشة رغم نفي الطوخي ذلك.

أيضاً، ارتبط اسم شريهان بنجل الرئيس حسني مبارك الأكبر علاء، حتى قيل إنّه كان وراء الحادث الذي حصل لها، وأدى الى إصابتها بكسور في ظهرها وخضوعها لعدد من العمليات الجراحية.

من العلاقات التي جمعت بين فنانة ورئيس عربي تلك التي ربطت رغدة والرئيس العراقي الراحل صدام حسين. كانت الممثلة السورية تتردد الى العراق في التسعينيات، وتشارك في المظاهرات لرفع الحصار وسرت شائعات عن وجود علاقة عاطفية تجمعها بالرئيس صدام حسين. لكنّ رغدة نفت ذلك مراراً، وصرّحت في لقاء تلفزيوني أنه لم ينفرد بها على الإطلاق خلال اللقاءات التي جمعتهما سوياً خلال زياراتها التضامنية إلى بغداد، مضيفة أنّ علاقتها به كانت رسمية.

ومن أشهر علاقات الصداقة تلك التي جمعت عادل إمام والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. ذهب عادل إمام الى تونس ليعرض مسرحيته “الواد سيد شغال” على أحد مسارح تونس. لكنّ عرفات أخبره وقتها أنّ صاحب الفندق الذي سيحتضن عرض المسرحية هو “صهويني” معاد لقضايا الشعب الفلسطيني، ومؤيد للاحتلال الإسرائيلي. عندما سمع إمام ذلك، طلب تغيير مكان عرض المسرحية. ويؤكد إمام أنّه منذ ذلك اليوم أصبح هو وعرفات صديقين. وأشار مرة إلى أنّ الزعيم الفلسطيني أهداه كوفية فلسطين أثناء لقاء جمعهما على الغداء وما زال يحتفظ بها في بيته.

بعد ما يسمى بالربيع العربي، باتت صور الفنانين مع الرؤساء تمثل وصمة عار وتتخذ أداة للهجوم عليهم وانتقادهم. أعدَّت لوائح سوداء ووضعت أسماؤهم عليها. وكان الفنانون الذين لم يؤيدوا الثورة في مصر عرضة للتخوين. هذا ما حصل مع عادل إمام، والفنان السوري دريد لحام، وجورج وسوف الذي تكفل الرئيس السوري بعلاجه.

بعد سقوط الرئيس الليبي معمر القذافي ونشر الكثير من الملفات، نشرت صور فنانات كن يترددن على قصر القذافي للمشاركة في الحفلات التي كانت تقام هناك ومنها صورة لهيفا وهبي مع معمر القذافي. وقد سبق للمذيعة الكويتية حليمة بولند أن زارت الرئيس الليبي ونشرت صورتها معه، وعرّضها ذلك للكثير من السخرية والنقد والتساؤل.

تختلف علاقات الفنانين بالرؤساء. مثلاً، جمعت لطيفة علاقة صداقة مع زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. في المقابل، تقوم علاقات آخرين على نوع من الولاء بعد تكفّل الرئيس بعلاجهم على نفقة الدولة كما حصل مع الممثل المصري طلعت زكريا الذي عالجه الرئيس مبارك على نفقة الدولة وزاره خلال مرضه، فكان مدافعاً عنه خلال الثورة حتى آخر لحظة.

تبقى العلاقة بين السلطة وأهل الفن ملتبسة لا نجد لها تفسيراً حول من يسعى إلى الآخر. فغالباً ما يحتاج النجم الى السلطة لتعزيز موقفه ومكانته في حين تسعى السلطة لتكون في دائرة النجوم.

يذكر أنّه منذ فترة، انتشرت شائعة عن وجود علاقة حبّ تربط الرئيس الأميركي باراك أوباما والمغنية بيونسيه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة