لا تجازفوا مع أيمن!

رعد العراقي
استهلّ “أسود الرافدين” مشوارهم في بطولة خليجي 26 بفوز على المنتخب اليمني الشقيق وبهدف وحيد وبسيناريو تهديفي طبق الأصل لأغلب مباريات المنتخب حين استغلّ أيمن حسين كرة أمجد عطوان ليضعها برأسيّه فولاذيّة على يمين حارس مرمى اليمن المتألّق محمد أمان الذي يُحسب له التصدّي للكثير من الكرات الخطرة التي كان يمكن أن تزيد الغلّة من الأهداف.
المباراة كانت من طرف واحد وبسيطرة عراقيّة تجاوزت الثمانين بالمئة إلا إنها خرجت بنتيجة ضعيفة لا تعبّر عن حقيقة ما جرى على أرض الميدان حين اعتمد المنتخب اليمني على أسلوب إغلاق المناطق الدفاعيّة بتكتل جميع اللاعبين والاعتماد على الهجمات المرتدّة على أمل أن يقتنص هدف مفاجئ أو الوصول إلى نقطة التعادل كإنجاز يحسب له في ضوء ظروفه الحاليّة.
كاد أن يحقق مدرب اليمن مراده بعد أن تسابق لاعبينا على إضاعة الفرص واعتماد الاحتفاظ بالكرة في مناطق غير مؤثرة وببطء كبير وهو ما منح الخصم فرصة التنظيم والتركيز والتسلح بجرعات من الثقة لمجاراة منتخبنا ووضعه تحت الضغط النفسي مع استمرار ضياع الوقت سواء بالأداء والاستحواذ السلبي أو يتعمّد لاعبي اليمن إهدار الكثير من دقائق اللعب.
الكادر التدريبي لمنتخبنا لم يكن في وضع ذهني عال حين أخفق في الشوط الأوّل من تحليل وقراءة أسلوب أداء المنتخب اليمني الذي من المفترض أن يكون مكشوفاً له ومتوقعًا، وبالتالي فإن المباراة لا تكمن فقط بتحقيق السيطرة والاستحواذ، بل بكيفيّة اختراق الخطوط الدفاعيّة وفكّ شيفرة التكتل بتنوّع الأساليب واختيار لاعبين مهاريين قادرين على خلخلة الدفاع وإنهاكهم باللعب السريع بنقل الكرة وقتل المباراة وطموحهم في الشوط الأوّل وهو ما افتقده منتخبنا طيلة هذا الشوط.
الشوط الثاني تدارك كاساس الموقف، وواصل اندفاعه إلى الأمام، وطالبهم برفع وتيرة الأداء البدني، وتسريع تناقل الكرة لإرباك لاعبي اليمن وإجبارهم على ارتكاب الأخطاء أو فقدان التركيز الذهني، مع اعتماده على أسماء جديدة منحها فرصة الظهور التي يبدو إنها استلمت تعليمات مشدّدة بالإكثار من الكرات العرضيّة العالية والبحث عن رأسيّة أيمن حسين وهو ما حصل فعلاً.
تحقق الفوز الأوّل وخطفنا ثلاث نقاط، لكن لازال السؤال الذي يعتري أذهان الجماهير العراقيّة وكُل المعنيين: هل سيستمرّ أسلوب الأداء يعتمد على رأس أيمن حسين في اقتناص هدف هنا أو هناك؟ وماذا لو تمكّن الخصوم من تحديد حركة أيمن ومنعه من الكرات العالية أو العكس إحباط أي محاولات لإيصال الكرات العالية اليه؟ أمر لا بدّ من الوقوف عنده طويلاً وإيجاد الحلول له سريعًا بعد كشفت كُل أوراق منتخبنا ليس على مستوى مدرّبي المنتخبات الأخرى، بل حتى من قبل معلّقي المباريات وخاصّة العرب منهم!
نقول.. المباريات المقبلة أمام منتخبي البحرين والسعودية لا تحتمل المجازفة بذات أسلوب الأداء، بل لا بدّ من تعزيز القدرة على الاستحواذ والسيطرة مع تفعيل خاصيّة الاختراق والتسديدات والتنوّع بالهجوم دون نسيان الجوانب الدفاعيّة التي ظهرت في حالة غير مطمئنة حين نكون في حالة اندفاع إلى الأمام.. مع التركيز على اللعب الجمعي دون أنانيّة واستغلال أي فرصة أمام المرمى، والأهم أن نفاجئ الخصوم ونثبت أن الأسود قادرون على بعثرة دفاعات المنتخبات سواء برأسيّة أيمن أم بأقدام بقيّة اللاعبين.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة