جنائن معتّقة ..!!

عدنان الفضلي

(1)
إيغالاً في المضي الى أوروك، مسحت من ذهني شكل السفن .. الصحراء أكثر حناناً من البحر، والوصول الى المدن القديمة، أيضاً بحاجة الى جواز السفر .. الفينيقيون لايشبهون السومريين .. اولئك يعشقون الغرق في أعماق البحار، وهؤلاء لديهم هوّس بغمس أرجلهم في الرمل، وأنا سومري .. لذا سأركب سفينة صحراء واطئة، حتى ألامس بقدمي الرمل، قبل الوصول الى أوروك.

(2)
أحمر الشفاه الذي تستخدمه نساء أوروك، ليس أحمر، لكن كثيرات منهنّ لا يجادلنّ النص السومري، فيمنحنّ مزوّق شفاههنّ لقب الأحمر، حتى وأن لم تحمر تلك الشفاه، والأحمر السومري ليس سوى دم ينزف من شفاه الصغيرات، عندما يحلمن بامتصاص ريق رجل قادم من خارج أوروك، نعم بعض الصغيرات السومريات يجدن بنوع من العهر .. بعض التسلية، رغم انهنّ بلا أعضاء تناسلية، ومعظم الذين ولدوا في أوروك، أنجبتهم أمهاتهم من الخاصرة، عدا المتدينين المتطرفين، اولئك خرجوا للحياة من أرداف أمهاتهم، لذلك لم يكن هناك لون أحمر يصاحب الولادة، وليس هناك أحمر شفاه في صالونات أوروك، فهو في الحقيقة، أزرق كلون بحر الفينيقيين، او أصفر كرمال أوروك.

(3)
السومريون يرتادون الحانات المغلقة، نوافذهم لا تطلّ على بحر أو حديقة، على عكس الفينيقيين، أولئك لايحتسون الخمر بغياب البحر أو الجنائن المعتّقة، وبالتالي .. السومريون يستدلون على الأبواب بسهولة، عكس الفينيقيين، الذين لايفرقون بين الباب والنافذة .. فكلاهما يؤديان الى البحر والحدائق، فيما تؤدي أبواب الحانات السومرية الى الهاوية المؤدية لرمل أوروك.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة