الشاي.. سحر المحبة وروعة الإلفـة في الطقوس البغدادية

المشروب الاكثر تناولاً

بغداد – وداد ابراهيم:
ذكره شاعر الحب نزار قباني في رثاء زوجته العراقية “أين شايك العراقي المهيل” في اشارة الى اهمية الشاي ووجوده في الحياة العراقية فيما قدم رائد الفن التشكيلي نزار سليم لوحة “شرب الشاي”، وهو في الفن والشعر والاغاني والا بوذية له اهميته وسحره، وللعراقيين طقوس وعادات لشربه بالأخص وقت العصر اذ تعد معه وجبات من الطعام مثل الشطائر والخبز الحار وباللحم والجوز والباذنجان. وفي بعض المناطق الشمالية يتناولون معه زيت السمسم “الراشي” في عادات يسمونها “عصرونية”.
الباحث الأكاديمي احمد ناجي يذكر ان العراقيين عرفوا الشاي بعد الاحتلال البريطاني عام 1914 وانفرد في بيعه أحد العطارين في محلة الحيدر خانة المطلة على شارع الرشيد، وجاءت تسمية استكان من اللفظ الإنكليزي لثلاث كلمات “ايست وتعني الشرق وتي وتعني الشاي وكان تعني الاناء او الحاوية “.

البطة والغزالين
البائع سعد مهدي قال: يدخل الشورجة بشكل مستمر اجود انواع الشاي منها معلب بأكياس او بصناديق خشبية مغلفة من الداخل بورق الالمنيوم “الفويل”، ولا يتوقف الزبون عن شرائه طوال ايام السنة، وفي المناسبات الدينية والوطنية نشهد حركة بيع كبيرة وبكل انواعه، ومن اصنافه “الوزة والغزالين وعطور ومحمود وجيهان ” البعض يطلب مني ان امزج له عدة انواع من شاي الصناديق واضع فوقها مسحوق الهيل، وبين الحين والاخر نشهد دخول نوع جديد له لينافس الاخرى الا انه لا يختلف الا بكثافته او إضافات عطرية جديدة، ومهما تنوعت اصنافه يبقى مطلوبا، وتفننت الشركات في انتاج انواع ورقية منه” تي باك” وفي علب صغيرة وبسعر زهيد مثل الاخضر وبالليمون وبعلب معدنية ويحظى بقوة شرائية عالية من دون ان تؤثر على حركة بيع الانواع الاخرى.

الاستكان له حضور ومعنى
السيدة ام عبد الله قالت: وقت العصر هو الاهم لشربه فيكون هو سيد الجلسة بسحر رائحته وما يقدم معه من طعام ،ويجتمع الاهل من اجله، وحافظت العوائل العراقية على هذا الطقس وحتى اذا كان هناك ضيف فيفضل ان يأتي العصر لشرب الشاي، وتحتفظ بعض البيوتات البغدادية حتى الان بالسماور القديم والذي يذكر بجلساته التي تكون سببا لجمع العائلة حوله لأكثر من ساعتين، ويصنع في ابريق “القوري ” ويكون اما من الخزف او الزجاج او المعدن او الاستيل، والكثير من العوائل تضع عدة الشاي كاملة” الاستكانات واناء معدني من الاستيل اذ يوضع فيه ماء حار وملاعق وصحون صغيرة واناء للسكر “الشكردان”

المقاهي
في المقاهي والشوارع الرئيسية يتسابق صانعو الشاي بحمل اكثر عدد من الاقداح بيد واحدة والبعض يحدث اصواتا لجذب الزبائن ويصنع على الفحم او على موقد غازي.
ويقول المؤرخون إن أول من عرف الشاي، الصينيون قبل آلاف السنين، واكتشفت نبتته من قبل الضابط البريطاني روبرت بروس في اقليم اسام الهندي عام 1832 وكان يعمل في شركة الهند الشرقية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة