حجاج سلامة
صدر في أبو ظبي، العدد 263 لشهر أيلول/ سبتمبر 2021، من مجلة تراث، والتي يُصدرها نادي تراث الإمارات بمركز زايد للدراسات والبحوث.. حيث احتوى العدد على ملف خاص دار حول الصيد والفروسية.. بين الحاضر والتراث.. وذلك في مناسبة إقامة المعرض الدولي للصيد والفروسية بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي.
وفى افتتاحية العدد، كتبت رئيسة التحرير شمسة الظاهري عن اهتمام دولة الإمارات بالتراث.. وحرصها على الاحتفاء بالصيد والفروسية من خلال إقامتها لـ « المعرض الدولي للصيد والفروسية « والذي يُقام سنويا في إمارة أبو ظبي.
وأشارت « الظاهري « إلى أن رياضة الصيد بالقنص والفروسية، تُعدُ من الرياضات التراثية الأصيلة المتوارثة من الأجداد، خاصة عندما كانت أواصر العلاقة مع الطبيعة أشد قوةً وأقل تعقيداً، وأنه لأجل الحفاظ على استمرارية هذه الرياضة، وتوارثها جيلا بعد جيل، « تستلهم دولة الإمارات من ماضيها وتراثها العريق الدروس والعبر من للانطلاق به نحو المستقبل محتفية بهذه الرياضة مع الرياضات الصحراوية الأخرى «.. كما لفتت إلى أنه ومن منطلق اهتمام نادي تراث الإمارات بالرموز التراثية الأصيلة، والحفاظ على رياضة الصيد والفروسية باعتبارها موروثا وطنيا زاخر بالخبرات والمعارف، فإن النادي يشارك في المعرض الدولي للصيد والفروسية، بجناح تراثي مميز يعكس من خلال ورشه وعروضه ومسابقاته هوية نادي تراث الإمارات.
مصطلح الأصالة
وفي مقاله الذي تصدر صفحات العدد الجديد من المجلة، قال فلاح محمد الأحبابي، رئيس نادي تراث الإمارات، عن معنى مصطلح الأصالة ومدى ما يكتنزه من أهمية.. مشيراً إلى أن أهمية الأصالة تكمن في كونها تشير إلى الشيء المتجذر – من الأساس – في بنية الإنسان النفسية والمادية.. نما وتطور معه وتناقله أباً عن جد، وتعهده بالخبرة والممارسة، فبات جديرا بأن يستعيده في كل لحظة من لحظات وجوده، وأن يضيف إليه بتطويره ودمجه في حياته، بل وأن يُقدمه إلى العالم مستفيداً من كل معطيات العصر، من دون أن يفقد الشيء ارتباطه الأصيل به وببيئته وبثقافته.
وقد احتوى ملف العدد على أربعة عشر مقالا دارت في فلك « الصيد والفروسية.. وتحقيق معنى الأصالة «، وقد شارك في الملف الكاتبات والكتاب: فاطمة عطفه، جمال مشاعل، مريم سلطان المزروعي، د. هلا على، د. علي عفيفي علي غازي، علي كنعان، محمد زين العابدين، د. رضوى زكي، خالد ملكاوي، صالح لبريني، د. أبوزيد الغلى، زهور عبد الله، خالد صالح.
فهم التراث وتفكيكه
وفي موضوعات العدد يواصل محمد شحاته العمدة، سرد فصول « سيرة الأميرة ذات الهمة «، ويناقش د. حمزة قناوي « متغيرات الشعرية العربية «، ويتوقف محمود شرف عند تفاصيل رحلة صيد صعبة في دلتا مصر عمرها ربع قرن، ويروي أحمد فرحات مسيرة « بنت البادية ملك حفني ناصف « مع التنوير الفكري والحضاري والاجتماعي، وأما د. ممدوح فراج النابي فاختار ان يحكي لنا عن « النمام سليمان فيّاض، وفيما يحدثنا محمد عطية محمود « مقومات الإبداع «، وتتناول فاطمة المزروعي موضوع « الترجمة علم فن وإبداع «، وتستعرض سريعة سليم حديد بعض « الإبداعات في التسامح والسلام «، ويُعالج د. علاء الجابري في مقاله موضوع الحلم في التراث والانشغال بالمستقبل، وكتب هاني عويد عن « قبل منتصف الحلم بقليل «، وأما مريم النقبي، فقد كتبت لنا عن « الشاعر هادف الدرعي 1958 – 2021 «، وحاورت سعاد سعيد نوح الكاتب والمفكر عمار علي حسن حول فهم التراث وتفكيكه، ويحاور هشام ازكيض الروائية الإماراتية تهاني الهاشمي، ويجول بنا حجاج سلامة في « مركز جمال حويرب للدراسات «، وأضاءت د. نوره المزروعي على الإسهامات الطبية والموسيقية لابن سينا، وأما الزبير مهداد فقد حمل مقاله عنوان « تراث الإمارات التربوي «.
الأساطير الأوروبية
وفي العدد أيضا، تترجم لنا د. هويدا صالح ما كتبه دانيال بيل عن « الأساطير الأوروبية «، ويُعرفنا عاطف محمد عبد المجيد، على تفاصيل « رحلات عائشة سلطان «، ويوثق لنا صالح كرامة العامري « مشاهد من تراثية من البيئة الزراعية الإماراتية «، ويأخذنا د. هاني حجاج إلى عوالم « تجربة حبيب غلوم «، وعن استخدامات الأعشاب في حياتنا تحدثنا عايدة عبد الله البلوشي عن « حبة البركة « والبردقوش «، و» يقدم لنا د. وائل الدسوقي رؤيته لـ « البرامج التراثية وثقافة الشباب الإماراتي «، ويكتب د. حسن عبد الوهاب حسين عن « الخريطة.. حقيبة العرب الدبلوماسية «، وتتبع وائل سعيد مشاهد « الثقافة الشعبية في السينما المصرية «، وتوقف عبد الهادي شعلان عند « اشتهاء المال في الفيلم الإماراتي دراهم «، وكتب محمد خلف عن تأملاته لـ « العتاب «، واختتمت د. فاطمة حمد المزروعي بمقال « خطوات نحو الفرح.
يذكر أن مجلة « تراث « هي مجلة تراثية ثقافية منوعة تصدر عن نادي تراث الإمارات في أبو ظبي، ويرأس تحريرها شمسة حمد الظاهري، ويدير تحريرها الشاعر وليد علاء الدين، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، موزة عويص علي الدرعي، وتمثّل المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم.
وقد انطلقت المجلة من رؤية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، إلى الصحافة المتخصصة، باعتبارها همزة وصل ضرورية بين الباحث المتخصص والقارئ المتطلع نحو المعرفة، لتحيطه علماً بالجديد والمفيد، في لغة سلسة واضحة، تبسّط مصطلحات المختصين، وتفسّر غموض الباحثين من دون تشويه أو إخلال، جامعةً في ذلك بين المتعة والمعرفة.