سمير خليل :
مازلنا في صدمة رحيلك، لم نفق منها بعد، مازالت روحك وظلك تطوف بيننا كل يوم، كأنك في احدى سفراتك ونحن ننتظر عودتك، صدى ضحكاتك، صرخاتك، عصبيتك، يوما بعد يوم ندرك حجم خسارتنا بفقدانك، كنت ابا واخا وصديقا صدوقا، ميزانا مهنيا، بارومتر للعلاقة بين رئيس التحرير وكادر الجريدة، لم تزل كلماتك ونصائحك وتوجيهاتك وقراراتك تطري قلوبنا، حتى تذمرنا الخفي كنت تقرأه، تحتضنه بود واخوية، رسخت في نفوسنا عبارة (اختلاف الرأي لايفسد للود قضية) عندما تجتمع بنا ويحتد النقاش حول آلية العمل بالجريدة فسرعان ماتطرز الابتسامة وجهك ووجوهنا لينتهـي الجدل وتحل الضحكـات والمماحكـات اللطيفـة.
لم تبخل على من طلب منك عونا، كما فتحت قلبك فتحت جيوبك للجميع ومن يحتاج خاصة، كنت معيلا صامتا، لم تتحدث عن مساعدتك وفك كربة احد، كنت تمنح بسخاء مهتديا بطيبة نفسك التي كانت خيمة على الجميع، اسماعيـل زايـر ، الانسـان، الفنان، الكاتب، المناضل،الاب، العم، الاخ، الصديق، لم نخسرك نحن فقـط، خسرك الكثيرين، خسرتك الثقافـة، خسرك الاعلام، خسـرك العراق، ابا ظافر، كـان رحيلـك قاسيـا، موجعا، مازلنـا بحاجة لكفاءة مثلك، معلم مثلك، لكنه الموت يااسماعيل، لاسطوة لنا على اختياره والمحزن انه يختار الطيبة والتسامح والعطاء، قدرنا ان نؤمن بحتميته، لكن موتك اوجعنـا، فرغـم عمـرك الـذي جـاوز السبعين مازالت روحك شابة ومازال في جعبتك الكثير ومازال لاحلامـك بقية، لكنه الموت ياصديقي دائما مايقطع الاحلام ويبطل الاماني، لكنك كمـا عهدناك باق بيننـا رغـم اغماضـة عينـك وسفرتك الابديـة، باق بوجـود ظفار قرة عينك التي انبرت لتكمل لحلم، تمسك زمـام جريدتك، وليدتك الاثيرة(الصباح الجديـد)، ظفـار اليـوم ومعها كل محبيك في صباحك الجديد في مركب يتهادى بثقة صوب بر الامان، لم تزل روحـك الطيبـة تضفـي جـوا مـن الالفـة والتفاهم بيـن الجميـع، مازلنا نعمل وانت ماثل امامنا بابتسامتك الاثيرة وسيجارك المبتـل بانفاسـك الطيبـة.
نم قرير العين اسماعيل زاير فحلمك متواصل ونحن حريصون عليه، ماضون لتحقيقه.